لا يأتي الخريفُ ربيعاً
******
قبلَ حُبكِ كنتُ أشعر
أنّ بي سقمٌ وداءْ
أنّ قلبي مثل بحرٍ
تختفي عنه السماءْ
أنني ذنبٌ أليمٌ
أنني شيءُ هباءْ
كنتُ أؤمنُ أن حظّي
بعض بؤسٍ أو عناءْ
أنّ عمري قبل يومي
انتهى شر انتهاءْ
ثم فجأة دونَ موعد
قدّرَ اللهُ اللقاءْ
وانزوى حزني وهمي
خلفَ أسوار الخفاءْ
أشرقتْ شمسي وأرضي
جربّتْ دفءَ الضياءْ
قلبي خلفَ ضلوعي ينبض
بعد أن وجدَ الدواءْ
كنتُ في عينيكي أبحـِر
ألفَ عامٍ للوراءْ
كنتُ طفلاً من عيونكِ
يرتجي عذبَ الغناءْ
تاركاً ذكرى حزينة
كي يبعثرها الهواءْ
في عروقي صار يجري
حبُنا مجرى الدماءْ
كلُّ نبضٍ فيني يهتف
روحي من أجلك فداءْ
كنتُ أقسمُ بالمحبةِ
في الصباحِ وفي المساءْ
كنتُ أُخفي خلفَ صمتي
أقوى أصوات الوفاءْ
لم يكنْ يخطُر ببالي
أنّ أنواء الشتاءْ
سوف تكشف لي قناعَك
ينخلع عنك الرداءْ
ثوبَ صدقٍ ترتديه
ثوبَ زيفٍ وافتراءْ
واختفتْ مني المشاعرُ
وانتهى عهدُ الغباءْ
صرتُ أوقنُ في رحيلك
أنني أهوى هراءْ
أنني قد بعت قلبي
وأبيعُ إحساسي هباءْ
أنّ حُبّي ليس نصراً
في دروبِ الكبرياءْ
أنتي وهمٌ كالحقيقة
أنتي قدرٌ أو قضاءْ
صرتُ أكرهُ فيكِ ماضي
ارتدى ثوبَ النقاءْ
وارتدى ثوبَ الفضيلة
فوقَ أثوابِ الرياءْ
***
بل أُحبكِ صدقيني
رُغم نوحي بالبكاءْ
رُغم شعرٍ سال نزفاً
من جحيمٍ أو عناءْ
رُغم أبياتٍ كثيرة
أسهبتْ فيكِ الهجاءْ
رُغم كون العمر ماضٍ
دونَ أملٍ باللقاءْ
رُغم أنّ الجُرحَ باقٍ
دونَ أملٍ بالشفاءْ
رُغم أنّ القلبَ ثاوٍ
في مرافئ الشقاءْ
بل أُحبكِ رُغم أنفي
رُغم كلِ ما أشاءْ
رُغم دمعة في ضميري
رُغم نظرة الاذدراءْ
رُغم يأسي من حياتي
واكتئابي والانطواءْ
سوف يصبح فيكي حُبي
خيرَ رمزٍ للعطاءْ
سوف أعشق فيكي جُرحي
ما ارتكَبْتي من بلاءْ
سوف يبقى الحبُ فيني
ما أردتي من بقاءْ
إنْ تعودي سوف أصفح
لن أخيبّكي الرجاءْ
سوف أنسى فيكي أمسي
أنتي يومي والابتداءْ...
الأربعاء، 17 مارس 2010
لا يأتي الخريفُ ربيعاً
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق