أمنياتٌ لم تحترق ........ فماتت غريقة

قررت أخيرا أن أدخل عالم المدونات

 وأبني لنفسي مساحتي الخاصة

 لا تعبيرا عن ذاتي

 وإنما محاولةً مني لاكتشافها

الأربعاء، 24 مارس 2010

أعمال توفيق الحكيم

توفيق الحكيم

Hakeem.jpg

توفيق الحكيم (9 أكتوبر 1898 - 26 يوليو 1987)ولد قي الإسكندرية وتوفى في القاهرة. كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي نتاجاته الفنية بين اعتباره نجاحا عظيما تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب وفكر الحكيم على أجيال متعاقبة من الأدباء [5]،وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثا هاما في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير للحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي [1]

سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي [2] وكان الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية : "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبةالمطبعة. كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية لكن بعض النقاد اتهموه بأن له ما وصفوه بميول فرعونية وخاصة بعد رواية عودة الروح أرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسرح ويتفرغ لدراسة القانون ولكنه وخلال إقامته في باريس لمدة 3 سنوات اطلع على فنونحقيقة أن الثقافة المسرحية الأوروبية بأكملها أسست على أصول المسرح اليوناني فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة [3]. عندما قرأ توفيق الحكيم إن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة: "انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون"[4]. المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المسرح الذي كان شُغله الشاغل واكتشف الحكيم

عاصر الحربين العالميتين 1914 - 1939. وعاصر عمالقة الأدب في تلك الفترة مثل طه حسينوالعقاد واحمد امين وسلامة موسى. وعمالقة الشعر مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وعمالقة الموسيقى مثل سيد درويش وزكريا أحمد والقصبجى، وعمالقة المسرح المصري مثل جورج أبيضويوسف وهبى والريحاني. كما عاصر فترة انحطاط الثقافة المصرية (حسب رأيه) في الفترة الممتدة بين الحرب العالمية الثانية وقيام ثورة يوليو 1939 - 1952. هذه المرحلة التي وصفها في مقال له بصحيفة أخبار اليوم بالعصر "الشكوكي"، وذلك نسبة محمود شكوكو.


نشأته

ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالإسكندرية عام 1898 لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء في قرية الدلنجات إحدى قرى مركز ايتاي البارود بمحافظة البحيرة، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، ولأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين[5] لكنَ هناك من يقدم تاريخاً آخر لولادته وذلك حسب ما أورده الدكتور إسماعيل أدهم والدكتور إبراهيم ناجي في دراستهما عن الحكيم حيث أرَّخا تاريخ مولده عام 1903 بضاحية الرمل في مدينة الإسكندرية[3]. كانت والدته سيدة متفاخرة لأنها من أصل تركي وكانت تقيم العوائق بين الحكيم وأهله من الفلاحين فكانت تعزله عنهم وعن أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي [3]، عندما بلغ السابعة من عمره التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية حتى انتهى من تعليمه الابتدائي سنة 1915 ثم ألحقه أبوه بمدرسة حكومية في محافظة البحيرة حيث أنهى الدراسة الثانوية [1]، ثم انتقل إلى القاهرة، مع أعمامه، لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد عليغرام جارة له، ولكن لم تكن النهاية لطيفة عليه. أتاح له هذا البعد عن عائلته نوعا من الحرية فأخذ يهتم بنواحٍ لم يتيسر له العناية بها إلى جانب أمه كالموسيقى والتمثيل ولقد وجد في تردده على فرقة جورج أبيضالفنية للانجذاب إلى المسرح. الثانوية، بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في منطقته. وفي هذه الفترة وقع في ما يرضي ميوله

في عام 1919 مع الثورة المصرية شارك مع أعمامه في المظاهرات وقبض عليهم واعتقلوا بسجن[1]. حيث عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921. ثم انضم إلى كلية الحقوق بسبب رغبة أبيه ليتخرج منها عام 1925، التحق الحكيم بعد ذلك بمكتب أحد المحامين المشهورين، فعمل محاميا متدربا فترة زمنية قصيرة، ونتيجة لاتصالات عائلته بأشخاص ذوي نفوذ تمكن والده من الحصول على دعم أحد المسؤولين في إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا في جامعتها قصد الحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق والعودة للتدريس في إحدى الجامعات المصرية الناشئة فغادر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه (1925 - 1928)، وفي باريس، كان يزور متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمي وفي مقدمته اليوناني والفرنسي [6]. القلعة. إلا أن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه

وانصرف عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا، فاستدعاه والداه في سنة 1927 أي بعد ثلاث سنوات فقط من إقامته هناك، وعاد الحكيم صفر اليدين من الشهادة التي أوفد من أجل الحصول عليها [6]. عاد سنة 1928 إلى مصر1930، في المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم في المحاكم الأهلية. وفي سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشاً للتحقيقات، ثم نقل مديراً لإدارة الموسيقى1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي. استقال في سنة 1944، ليعود ثانية إلى الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار الكتب المصرية. وفي نفس السنة انتخب عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفي سنة 1959مصر بمنظمة اليونسكو في باريس. ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب. عمل بعدها مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971 [1]. ليعمل وكيلا للنائب العام سنة والمسرح بالوزارة عام عيّن كمندوب

أسلوب كتابة الحكيم

مزج توفيق الحكيم بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد‮ ‬يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو‮ ‬غموض‮.‬ وأصبح هذا الاتجاه هو الذي‮ ‬يكون مسرحيات الحكيم بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به‮. ‬ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض؛ ففي أسطورة‮ ‬إيزيس‮ ‬التي‮ ‬استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي‮ ‬تنتظر من‮ ‬يوحدها ويجمع أبناءها علي‮ ‬هدف واحد‮.‬ و(عودة الروح‮) ‬هي الشرارة التي‮ ‬أوقدتها الثورة المصرية،‮ ‬وهو في هذه القصة‮ ‬يعمد إلي‮ ‬دمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر،‮ ‬فيجمع بين الواقعية والرمزية معا على‮ ‬نحو جديد،‮ ‬وتتجلي مقدرة الحكيم الفنية في قدرته الفائقة على‮ ‬الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على‮ ‬نحو‮ ‬يتميز بالبراعة والإتقان،‮ ‬ويكشف عن مهارة تمرس وحسن اختيار للقالب الفني الذي‮ ‬يصب فيه إبداعه،‮ ‬سواء في القصة أو المسرحية،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬تنوع مستويات الحوار لديه بما‮ ‬يناسب كل شخصية من شخصياته،‮ ‬ويتفق مع مستواها الفكري‮ ‬والاجتماعي؛ وهو ما‮ ‬يشهد بتمكنه ووعيه‮. ‬ويمتاز أسلوب توفيق الحكيم بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة علي‮ ‬التصوير؛ فهو‮ ‬يصف في جمل قليلة ما قد لا‮ ‬يبلغه‮ ‬غيره في صفحات طوال،‮ ‬سواء كان ذلك في رواياته أو مسرحياته‮. ‬ويعتني الحكيم عناية فائقة بدقة تصوير المشاهد،‮ ‬وحيوية تجسيد الحركة،‮ ‬ووصف الجوانب الشعورية والانفعالات النفسية بعمق وإيحاء شديدين‮.[7]

‬وقد مرت كتابات الحكيم بثلاث مراحل حتى‮ ‬بلغ‮ ‬مرحلة النضج،‮ ‬وهي‮:‬

المرحلة الأولى

وهي التي شهدت الفترة الأولى من تجربته في الكتابة، وكانت عباراته فيها لا تزال قلقلة، واتسمت بشيء من الاضطراب حتى إنها لتبدو أحيانا مهلهلة فضفاضة إلى حد كبير، ومن ثم فقد لجأ فيها إلى اقتباس كثير من التعبيرات السائرة لأداء المعاني التي تجول في ذهنه، وهو ما جعل أسلوبه يشوبه القصور وعدم النضج. وفي هذه المرحلة كتب مسرحية أهل الكهف، وقصة عصفور من الشرق، وعودة الروح.

المرحلة الثانية‮

حاول في هذه المرحلة العمل على‮ ‬مطاوعة الألفاظ للمعاني،‮ ‬وإيجاد التطابق بين المعاني في عالمها الذهني المجرد والألفاظ التي‮ ‬تعبر عنها من اللغة‮.‬ ويلاحظ عليها أنها تمت بشيء من التدرج،‮ ‬وسارت متنامية نحو التمكن من الأداة اللغوية والإمساك بناصية التعبير الجيد‮. ‬وهذه المرحلة تمثلها مسرحيات شهرزاد،‮ ‬والخروج من الجنة،‮ ‬ورصاصة في القلب،‮ ‬والزمار‮.‬

المرحلة الثالثة‮

هي مرحلة تطور الكتابة الفنية عند الحكيم التي‮ ‬تعكس قدرته علي‮ ‬صوغ‮ ‬الأفكار والمعاني بصورة جيدة‮. ‬وخلال هذه المرحلة ظهرت مسرحياته‮: (‬سر المنتحرة‮)‬،‮ ‬و(نهر الجنون‮)‬،‮ ‬و(براكسا‮)،‮ ‬و(سلطان الظلام‮)‬،‮ ‬و(بجماليون‮).

رائد المسرح الذهني

وبالرغم من الإنتاج المسرحي‮ ‬الغزير للحكيم،‮ ‬الذي‮ ‬يجعله في مقدمة كتاب المسرح العربي وفي صدارة رواده،‮ ‬فإنه لم‮ ‬يكتب إلا عددًا قليلاً‮ ‬من المسرحيات التي‮ ‬يمكن تمثيلها علي‮ ‬خشبة المسرح ليشاهدها الجمهور،‮ ‬وإنما كانت معظم مسرحياته من النوع الذي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يطلق عليه‮ (‬المسرح الذهني‮)‬،‮ ‬الذي كتب ليقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالما من الدلائل والرموز التي‮ ‬يمكن إسقاطها علي‮ ‬الواقع في سهولة ويسر؛ لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي‮.‬ وهو‮ ‬يحرص علي تأكيد تلك الحقيقة في العديد من كتاباته،‮ ‬ويفسر صعوبة تجسيد مسرحياته وتمثيلها علي‮ ‬خشبة المسرح؛ فيقول‮: (‬إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن،‮ ‬وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز‮.. ‬لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح،‮ ‬ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلي‮ ‬الناس‮ ‬غير المطبعة‮).‬

ولا ترجع أهمية توفيق الحكيم إلي‮ ‬كونه صاحب أول مسرحية عربية ناضجة بالمعيار النقدي الحديث فحسب،‮ ‬وهي مسرحية‮ (‬أهل الكهف)‬،‮ ‬وصاحب أول رواية بذلك المعنى المفهوم للرواية الحديثة وهي رواية‮ (عودة الروح‮)‬،‮ ‬اللتين نشرتا عام2391،‮ ‬وإنما ترجع أهميته أيضًا إلى‮ ‬كونه أول مؤلف إبداعي استلهم في أعماله المسرحية الروائية موضوعات مستمدة من التراث المصري‮.‬ وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة،‮ ‬سواء كانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية،‮ ‬كما أنه استمد أيضا شخصياته وقضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر لأمته[8].

موقفه من الأحزاب والمرأة

وبالرغم من ميول الحكيم الليبرالية ووطنيته؛ فقد حرص علي‮ ‬استقلاله الفكري والفني،‮ ‬فلم‮ ‬يرتبط بأي حزب سياسي في حياته قبل الثورة؛ فلما قامت ثورة‮ ‬يوليو 1952،‮ ‬ارتبط بها وأيدها،‮ ‬ولكن في الوقت نفسه كان ناقدًا للجانب الديكتاتوري‮ ‬غير الديمقراطي الذي اتسمت به الثورة منذ بدايتها‮.‬ كما تبنى الحكيم عددًا من القضايا القومية والاجتماعية وحرص على ‬تأكيدها في كتاباته،‮ ‬فقد عنى ببناء الشخصية القومية،‮ ‬واهتم بتنمية الشعور الوطني،‮ ‬ونشر العدل الاجتماعي،‮ ‬وترسيخ الديمقراطية،‮ ‬وتأكيد مبدأ الحرية والمساواة‮.‬ ومع ما أشيع عن توفيق الحكيم من عداوته للمرأة فإن كتاباته تشهد بعكس ذلك تمامًا فقد حظيت المرأة بنصيب وافر في أدب توفيق الحكيم،‮ ‬وتحدث عنها بكثير من الإجلال والاحترام الذي‮ ‬يقترب من التقديس‮.‬ والمرأة في أدب الحكيم تتميز بالايجابية والتفاعل،‮ ‬ولها تأثير واضح في الأحداث ودفع حركة الحياة،‮ ‬ويظهر ذلك بجلاء في مسرحياته شهرزاد،‮ ‬وايزيس،‮ ‬والأيدي الناعمة،‮ ‬وبجماليون،‮ ‬وقصة الرباط المقدس،‮ ‬وعصفور من الشرق،‮ ‬وعودة الروح‮.

الحكيم وعبد الناصر

نزّله جمال عبد الناصر منزلة الأب الروحي لثورة 23 يوليو، بسبب عودة الروح التي أصدرها الحكيم عام 1933، ومهّد بها لظهور البطل المنتظر الذي سيحيي الأمة من رقادها. ومنحه جمال عبد الناصر عام 1958 قلادة الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام. ولم يذكر أن عبد الناصر منع أي عمل لتوفيق الحكيم، حتى عندما أصدر السلطان الحائر بين السيف والقانون في عام 1959، وبنك القلق عام 1966، حيث انتقد النظام الناصري ودافع عن الديمقراطية. ووصل الأمر أن عبد الناصر كان بستقبل الحكيم في أي وقت وبغير تحديد لموعد. وهو ما أكده الحكيم نفسه في جريدة الأهرام في 15 مارس 1965. بعد وفاة عبد الناصر عام 1970 وأثناء تأبين الزعيم سقط توفيق الحكيم مغمى عليه وهو يحاول تأبينه وبعد أن أفاق قال خطبة طويلة من ضمنها:

توفيق الحكيم
اعذرني يا جمال. القلم يرتعش في يدي. ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر. لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن كل بيت تفجعا عليك. لأن كل بيت فيه قطعة منك. لأن كل فرد قد وضع من قلبه لبنة في صرح بنائك

توفيق الحكيم

إلا أن الحكيم في عام 1972 أصدر كتاب عودة الوعي مهاجما فيه جمال عبد الناصر بعنف.‏ ترتبت على عودة الوعي ضجة إعلامية، حيث اختزل الحكيم موقفه من التجربة الناصرية التي بدأت كما ذكر: يوم الأربعاء 23 يوليو 1952 حتى يوم الأحد 23 يوليو 1973، واصفا هذه المرحلة بأنها كانت مرحلة عاش فيها الشعب المصري فاقد الوعي، مرحلة لم تسمح بظهور رأي في العلن مخالف لرأي الزعيم المعبود. وأعلن في كتابه أنه أخطأ بمسيرته خلف الثورة بدون وعي قائلا:

العجيب أن شخصا مثلي محسوب على البلد هو من أهل الفكر قد أدركته الثورة وهو في كهولته يمكن أن ينساق أيضا خلف الحماس العاطفي، ولا يخطر لي أن أفكر في حقيقة هذه الصورة التي كانت تصنع لنا، كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، فسكرنا حتى غاب عنا الوعي. أن يري ذلك ويسمعه وأن لا يتأثر كثيرا بما رأي وسمع ويظل علي شعوره الطيب نحو عبد الناصر. أهو فقدان الوعي. أ‎هي حالة غريبة من التخدير.


في فبراير 1972 كتب بيده بيان المثقفين المؤيدين لحركة الطلاب، ووقّعه معه وقتذاك نجيب محفوظ. وساءت بعدها علاقة الحكيم مع محمد أنور السادات حيث قال السادات وقتذاك "رجل عجوز استبد به الخرف، يكتب بقلم يقطر بالحقد الأسود، إنها محنة أن رجل رفعته مصر لمكانته الأدبية إلى مستوى القمة ينحدر إلى الحضيض في أواخر عمره". حاول بعدها محمد حسنين هيكل جمع الحكيم مع السادات ونجح بذلك بعد حريق مبنى الأوبرا.


تحميل أعماله


.

.

.

.

من هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق