رحيل
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ
وعلا صوتُ الأذانِ
دمعٌ كثيرٌ ينهمر
والصمتُ عنوانُ المكانِ
الحزنُ يروي قصةً
يغرِسُها في رحمِ الزمانِ
يبقى الجنينُ جريمةً
نعرِفُها مِن قاصٍ ودانِ
كفُ الجريمةِ يعتصر
صوتي يُكبّلُ في لساني
والوقتُ يمضي هاهنا
مُرّاً ككأسٍ مِن هوانِ
صرخة رهيبة تعتصر
قلبي تُمزِّقُ في كياني
والذكرى سوطٌ مؤلمٌ
يغتالُ حلمي والأماني
أوّاهُ من حلمٍ ذبيحٍ
قد مات مِن قبلِ الأوانِ
أوّاهُ مِن دمعٍ كسيرٍ
يرجوني يخرُجُ للعيانِ
"لا إلهَ إلا الله"
الآن تسري في آذاني
وانتهى لحنُ الخشوعِِ
انتهى صوتُ الآذانِ
***
ثم قامت الصلاةُ
واجتمعنا في صفوفْ
يرتفع صوتُ الإمامِ
بين دمعاتٍ وخوفْ
كان صوتُ الدمعِ يعلو
فوق همساتِ الحروفْ
صدمةٌ حقاً ولكن
هكذا شأنُ الحتوفْ
ليس بأمانينا لكن
موتُنا رغمُ الأنوفْ
كلنا لابد راحل
مهما طال مِن عكوفْ
***
ثم قُمنا في ذهولٍ
تحملُ الكفنَ الدموعْ
بيننا و القبلة كانَ
فاصطففنا في خشوعْ
ثم صلَّينا صلاةً
لا سجودَ ولا ركوعْ
وانتهينا ثم سِرتُ
مِثلهم بين الجموعْ
اتجهنا للمقابرِ
والنيرانُ بالضلوعْ
هاهُنا المأوى الأخير
لم يعُدْ يُمكن رجوعْ
***
هاهُنا أرقدُ أخيراً
بعدَ أن حانَ الرحيلْ
بعد أن أتبَعني أهلي
بالبكاءِ وبالعويلْ
هاهُنا أرقد أشاهد
خيرَ صحبي والخليلْ
قد بكاني بعضَ يومٍ
ثم فارَقني السبيلْ
لم يزرني بعدها
ذلك الخِلُّ الأصيلْ
ها هُنا أرقد أراقب
دمعَ أُميَ الجليلْ
حُزنُها –وربّي - صادق
ما بحاجةْ للدليلْ
دمعُها يجتثُ رّوْحي
ويَهُدُّ في صمتيَ الذليلْ
والله يا أماه صِدقاً
وليس أصدقَ مِن قتيلْ!
ما منعَني عن رحيلي
طَوال صبريَ الطويلْ
إلا خَوْفي أن أراكي
وفي عينيكي دمعة تسيلْ
سامحيني واعذريني
واعذري حُبي البخيلْ
قد حاولتُ قَدرَ عزمي
وليسَ عزمي بالضئيلْ
بلّغي أبتي اعتذاري
واعترافي بالجَميلْ
واذكروني كلما
غابت شمسُ الأصيلْ
اذكروني بالدعاء
ولو بمقدارٍ قليلْ
ادعوا أن يقيني ربي
عناءَ يوميَ الثقيلْ
وادعوا دوماً أن أكون
مِن أهلِ الظلِ الظليلْ
الجمعة، 19 مارس 2010
رحيل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أكرمك الله وأسكنك الفردوس
ردحذفأول مرة أقرأ لك وان شاء الله أبدا مش هتكون آخر مرة
شكرا جدا لردك الطيب هذا
ردحذف