أمنياتٌ لم تحترق ........ فماتت غريقة

قررت أخيرا أن أدخل عالم المدونات

 وأبني لنفسي مساحتي الخاصة

 لا تعبيرا عن ذاتي

 وإنما محاولةً مني لاكتشافها

الأحد، 25 أبريل 2010

تعدد الزوجات


من طرائف قصائد الدكتور ناصر الزهراني .....
والقصيدة هي عن تعدد الزوجات صاغها الدكتور في قالب فكاهي جميل الى القصيدة:

أتاني بالنصـائح بعـض ناسِ *** وقالوا أنت مِقـدامٌ سـياسي
أترضى أن تعيش وأنت شهمٌ *** مع امـرأةٍ تُقاسي ماتُقـاسي
إذا حاضت فأنت تحيض معها *** وإن نفست فأنت أخو النفاسِ
وتقضي الأربعين بشـرِّ حالٍ *** كَدابِ رأسُـه هُشِمت بفاسِ
وإن غَضِبتْ عليك تنامُ فرداً *** ومحروما ً وتمعن في التناسي
تزوج حرمة أخرى لتحيا *** سليم الرأس خالي من كل باسِ
فقـلت لهم معـاذ الله إني *** أخاف من اعتلالي وارتكاسي
فها أنذا بدأتْ تروق حالي *** ويورق عـودُها بعد اليباس
فلن أرضى بمشـغلةٍ وهمٍّ *** وأنكادٍ يكون بها انغـماسي
لي امـرأةٌ شاب الرأسُ منها *** فكيف أزيد حظي بانتكاسي
فصاحوا سنَّة المختار تُنسى *** وتُمحى أين أربابُ الحمـاسِ؟
فقلتُ أضعتُم سُنناً عِظـاماً *** وبعض الواجبات بلا احتراسِ
لمـاذا سُـنَّةُ التعـداد كنتم *** لها تسـعون في عـزمٍ وباسِ
وشرع الله في قلبي و روحي *** وسُنَّة سـيدي منها اقِتـباسي
إذا احتاج الفتى لزواجِ أُخرى *** فذاك له بلا أدنى التـباسِ
ولكن الزواج له شـروطٌُ *** وعدلُ الزوج مشروطٌٌ أساسي
وإن معاشـر النسوان بحرٌ *** عظيم الموجِ ليس له مراسي
ويكفي ما حملتُ من المعاصي *** وآثـام تنـوء بها الرواسـي
فقالوا أنت خـوَّافٌ جـبانٌ *** فشبّوا النـار في قلـبي وراسي
فخِضتُ غِمار تجرُبةٍ ضروسٍ *** بها كان افتـتاني وابتـئاسي
يحزُّ لهيـبها في القلب حـزَّاً *** أشـد عليَّ من حـزِّ المواسي
رأيت عجـائباً ورأيتُ أمراً *** غريبا في الوجـودِ بلا قياسِ
وقلتُ أظـنُّني عاشرت جِنَّاً *** وأحسب أنَّني بين الأناسي
لأتـفه تافهٍ وأقلِّ أمـرٍ *** تُبـادر حربُهن بالإنبـجاس
وكم كنتُ الضحية في مرارٍ *** وأجزم بانعدامي و انطماسي
فإحداهن شدَّت شعر رأسي *** وأخراهن تسحب من أساسي
وإن عثُر اللسان بذكرِ هذي *** لهذي شبَّ مثل الالتـماسِ
وتبصرني إذا ما احتجتُ أمراً *** من الأخرى يكون بالإختلاسِ
وكم من ليلةٍ أمسي حزيناً *** أنامُ على السـطوحِ بلا لباسِ
وكنتُ أنام مُـحترماً عزيزاً *** فصرتُ أنام ما بين البِساسِ
أُرَضِّعُ نامس الـجيران دَمِّي *** وأُسقي كلَّ برغوث بكاسي
ويومٌ أدَّعي أنِّي مريضٌ *** مصابٌ بالزكامِ وبالعُطـاسِ
وإن لم تنفع الأعذار شـيئاً *** لجئتُ إلى التثاؤب والنعـاسِ
وإن فَرَّطْتُّ في التحضير يوماً *** عن الوقت المحدد يا تعاسي
وإن لم أرضِ إحداهنَّ ليلاً *** فيا ويلي ويا سود المآسي
يطير النوم من عيني وأصحو *** لقعـقعةِ النـوافذ والكراسي
يجيء الأكل لا ملح ٌ عليه *** ولا أُسقى ولا يُكوى لباسي
وإن غلط العيال تعيث حذفاً *** بأحذيةٍ تـمُّـرُ بقرب رأسي
وتصرخ ما اشتريت لي احتـياجي *** وذا الفستان ليس على مقاسي
ولو أنى أبوحُ بربعِ حرفٍ *** سأحُذفُ بالقدورِ وبالتباسي
تراني مثل إنسـانٍ جـبانٍِ *** رأى أسـداً يهمُّ بالافـتراسِ
وإن اشرِي لإحدَّاهن فِجلاً *** بكت هاتيك ياباغي وقاسي
رأيتك حامِلاً كيساً عظيماً *** فماذا فيه من ذهبٍ و ماس
تقول تُحبُّني وأرى الهدايا *** لغيري تشـتريها والمكـاسي
وأحلفُ صادقا ً فتقول أنتم *** رجالٌ خـادعون وشرُّ ناسِ
فصرت لحالةٍ تُدمي وتُبكي *** قلوب المخلصـين لِما أُقاسي
وحار الناس في أمري لأني *** إذا سألوا عن اسمي قلت ناسي
وضاع النحو والإعراب مني *** ولخْبطتُّ الرباعي بالـخُماسي
وطلَّقتُ البـيان مع المعاني *** وضيعَّت ُ الطـباق مع الجناسِ
أروحُ لأشتري كُتباً فأنسى *** وأشري الزيت أو سلك النحاسِ
أسير أدور ُ من حيٍّ لحيٍّ *** كأنِّي بعض أصحاب التكاسي
ولا أدري عن الأيامِ شـيئاً *** ولا كيف انتهى العام الدراسي
فيومٌ في مـخاصمةٍ ويومٌ *** نداوي ما اجترحنا أو نواسي
وما نفعت سياسة بوش يوماً *** ولا ما كان من هيلاسيلاسي
ومن حلم ابن قيس أخذتُ حلمي *** ومكراً من جـحا وأبي نواسِ
فلما أن عجزتُ وضاق صدري *** وباءت أُمنـياتي بالإياسـي
دعوتُ بعيشة العُـزّاب أحلى *** من الأنكـادِ في ظلِّ الـمآسي
وجاء الناصحون إليّ أُخرى *** وقالوا نحن أرباب المراسـي
ولا تسأم ولا تبقى حزيـناً *** فقد جئـنا بحلٍ دبلومـاسي
تزوَّج حرمةً أُخرى لتحـيا *** سـعيداً سـاِلماً من كل باسِ
فصحتُ بهم لئن لم تتركوني *** لانفـلتنَّ ضـربا ً بالـمداسِ

صوره الحاكم - للرائع احمد مطر

صورة الحاكم في كل اتجاه
أينما سرنا نراه!
في المقاهي
في الملاهي
في الوزارات
وفي الحارات
والبارات
والاسواق
والتلفاز
والمسرح
وفي ظاهر جدران المصحات
وفي داخل دورات المياه
اينما سرنا نراه!
* * *
صورة الحاكم في كل اتجاه
باسم
في بلد يبكي من القهر بكاه
مشرق
في بلد تلهو الليالي في ضحاه
ناعم
في بلد حتى بلاياه
بأنواع البلايا مبتلاه
صادح
في بلد معتقل الصوت
ومنزوع الشفاه
سالم
في بلد يعدم فيه الناس
بالاف يومياً
بدعوى الاشتباه
* * *
صورة الحاكم في كل اتجاه
نعمة منه علينا
اذ نرى حين نراه
انه لما يزل حيا
... وما زلنا على قيد الحياه !


همّا مين - أحمد فؤاد نجم

هما مين و إ حنا مين .. ؟

هما الأمرا و السلاطين ..

هما المال و الحكم معاهم ..

و إحنا الفقرا المحرومين

حزر فزر شغّـل مخك

شوف مين فينا بيحكم مين ؟!!

..............

إحنا مين و هما مين ..

إحنا الفعلا البنايين

إحنا السنة و إحنا الفرض

إحنا الناس بالطول و العرض

من عافيتنا تقوم الارض ..

و عرقنا يخضر بساتين

حزر فزر شغل مخك

شوف مين فينا بيخدم مين ..؟؟!!

................

هما مين و إحنا مين ؟؟

هما الامرا و السلاطين

هما الفيلا و العربية

و النساوين المتنقية

حيوانات استهلاكية

شغلتهم حشو المصارين

حزر فزر شغل مخك

شوف مين فينا بياكل مين ..؟؟!!!

....................
إحنا مين و هما مين

إحنا قرنفل على ياسمين

إحنا الحرب : حطبها و نارها

و إحنا الجيش اللي يحررها

و إحنا الشهدا بكل مدارها

منكسرين أو منتصرين

حزر فزر شغل مخك

شوف مين فينا بيقتل مين ..؟؟!!!

................

هما مين و إحنا مين

هما الامرا و السلاطين

هما مناظر بالمزيكا

و الزفة و شغل البوليتيكا

و دماغهم طبعاً استيكا

بس البركة بالميازين

حزر .. فزر شغل مخك

شوف مين فينا بيخدع مين ..؟؟؟!!!

.....................

هما مين و إحنا مين

هما الامرا و السلاطين

هما بيلبسوا أخر موضة

و إحنا بنسكن سبعة في أوضة

هما بياكلوا حمام و فراخ

و إحنا الفول دوخنا و داخ

هما بيمشوا بطيارات

و إحنا نموت بالاوتوبيسات

هما حياتهم بامب جميلة

هما فصيلة و إحنا فصيلة

حادي يا بادي يا عبد الهادي

يا اللي عليك قصد الغنوة دي

لما الشعب يقوم و ينادي

يا إحنا يا هما في الدنيا دي

حزر فزر .. شغل مخك

شوف مين فينا حيغلب مين

مواقع هامة للمهتمين بالأدب والثقافة

مواقع هامة للمهتمين بالأدب والثقافة

مكتبة المصطفى

موقع به المئات من الكتب لكن تنزيل الكتب بطىء قليلا

http://www.al-mostafa.com/

صفحة بها الاف الكتب الالكترونية الموجودة فى مكتبة الاسكندرية ومن خلال هذه الصفحة يمكنك تنزيل اى كتاب لكن الكتاب ينزل فى صورة صور تحتاج تجميع والتحويل الى ملف pdf
لذا ستحتاج الى برنامج يحول ملفات الصور الى pd
http://www.4shared.com/file/38811246/b9eb316/_______.html?s=1
قائمة كل الكتب فى مكتبة الاسكندرية وعددها 19313 كتاب

http://www.4shared.com/file/61304425/7d415b6e/___19313___.html?s=1

هذا البرنامج يحول الصور الى ملف بى دى اف

http://www.4shared.com/file/66500127/918b26d/Image2PDFOCRv32.html

لا حظ لو الصور حجمها كبير الكتاب هيكون حجمة كبير
انا اتعاملت مع صور امتداد
tif
وjpg
لا اعرف ان كان يتعامل مع امتدادات اخرى ام لا
يمكنك استخدامه وتجربته على كتب مكتبة الاسكندرية فهو يعمل عليها بسهوله
بعد تثبيت البرنامج استخدم
keygen
علشان البرنامج يشتغل لمدة غير محددة

طريقة شغل البرنامج
بعد فتحه
اعمل
add files
اذهب الى الملف الذى به الصور الذى حملته من مكتبة الاسكندرية
وحدد كل الصور التى تريدها ان تحول الى كتاب وهم مرقمين بالترتيب ما تقلقش
وبعها اضغط على make pdf
واختار المكان اللى هينزل فيه واسمه

وانتظر حتى ينتهى من

العمل

لا حظ البرنامج بيبقى عامل كانه هنج سيبه خالص واعمل
minimize
له
وكمل شغلك على الجهاز فى اى حاجة تانية


المكتبة العربية
http://abooks.tipsclub.com/

مركز ودود للمخطوطات

http://www.wadod.net/index.php

مكتبة ياكوف

http://yakoff-yakoff.blogspot.com/

مدونة عالم الكتاب

http://aboukhar2.blogspot.com

مكتبة دمعتى..مدونة كتب
http://naif-3232.maktoobblog.com/

مكتبة لولو..موقع رائع به 1695 روايه
http://www.looloo3h.com/

مكتبة المهتدين لمقارنة الاديان

http://www.al-maktabeh.com/a/index.htm

الموقع الرسمى لبرنامج المكتبة الشاملة

http://shamela.ws/index.php

المكتبة الوقفية

http://www.waqfeya.com/

المكنز للكتب المصورة

http://www.almaknaz.com/index.php

دليل مكتبة محمود البدوى
http://elbadawy64.blogspot.com/

منتدىالكتب المصورة

http://pdfbooks.net/vb/index.php

ومنتديات المخطوطات

http://www.makhtoot.com/vb/

مكتبة الروايات

http://rewayat.all-up.com/

هارون يحيى

http://www.harunyahya.com/arabic/

مكتبة منتدى dvd

http://dvd4arab.com/forumdisplay.php?s=&daysprune=&f=136

منتدى نطاقنا للكتب

http://www.netaqona.com/vb/index.php?

منتدى الكتاب فى منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/vb3/forumdisplay.php?f=38

مكتبة المدنى الالكترونية

http://www.almdni.com/

شبكة الكتب والمخطوطات المصورة

http://www.pdfbooks.net/

مكتبة منتدىصوتك الالكترونية..الصوت الحر

http://www.sawtakonline.com/forum/forumdisplay.php?f=13

مكتبة منتدى اخوية

http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=62

مكتبة منتدى نبع الوفاء

http://www.s0s0.com/vb/forumdisplay.php?f=28

مكتبة منتدى برامج نت

http://www.bramjnet.com/vb3/forumdisplay.php?f=117

ديوان العرب..مجلة فكرية ثقافية اجتماعية

http://www.diwanalarab.com/

المعرفة ..الموسوعة الحرة لجمع المحتوى العربى

http://www.marefa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9

مكتبة منتدى الوحدة العربية

http://arab-unity.net/forums/forumdisplay.php?f=8

مكتبة المفكرين

http://www.mofakren.com/

مكتبة الكتب فى مكتبة الاوائل

http://www.trytop.com/modules.php?name=VipDownloads

مكتبة منتدى صحبة نت

http://www.sohbanet.com/vb/forumdisplay.php?f=74

مكتبة توت شامى..كتب وبحوث ودراسات

http://tootshamy.com/index.php

منتديات روايتى

http://www.rewity.com/vb/

مكتبة مشكاة الاسلامية

http://www.almeshkat.com/books/index.php

مكتبة منتديات العز الثقافية

http://www.al3ez.net/vb/forumdisplay.php?f=205

مكتبة مجلس العلمى

http://majles.alukah.net/forumdisplay.php?f=5&order=desc&page=2

ادب..الموسوعة العالمية للشعر العربى..جميع دواوين الشعر

http://www.adab.com/index.php

المكتبة الالكترونية..كتب دينية سياسية ثقافية ادبية تاريخية

http://ahmedbooks.blogspot.com/

روايات دوت كوم..روايات متنوعة للشباب من اشهر السلاسل

http://ahm-rewayat.blogspot.com/

مكتبتى..مكتبة تضم كتب فى شتى مجالات المعرفة

http://ahmedbn221.blogspot.com/
واحة الكتب

http://wa7a2211.blogspot.com/

مكتبة منتدى المنتدى

http://montada.com/forumdisplay.php?f=314

موقع الكاتب العراقى سليم مطر

http://www.salim-matar.com/home/

مجلد به ملفات تخص رياض الاطفال وصعوبات التعلم

http://www.4shared.com/dir/2843551/8c5fb6d1/sharing.html

مكتبه منتدى إبداع
http://www.eibda3.com/vb/forumdisplay.php?f=413

مكتبة العرب للعرب
http://creative-arab.blogspot.com/
مدونة المهندس عمرو
http://elmohandes2010.blogspot.com/

ملحوظات اخرى
اذا كان لديك كتاب وعليه باسوورد ولا تعرفها فجرب الباسووردذ الاتيه وان شاء الله احدها سيفتح الكتاب

tipsclub

liilas.com

ithar.com

www.dvd4arab.com

arab-unity.net

akhawia.com

www.sohbanet.com

الجمعة، 16 أبريل 2010

البتاع

قصيدة البتاع
لأحمد فؤاد نجم
وقد كتبها علي السادات ناقدا سياسه الانفتاح بعد وفاته



يا للي فتحت البتاع
فتحك على مقفول
لأن أصل البتاع
واصل على موصول
فأى شئ في البتاع
الناس تشوف على طول
والناس تموت في البتاع
فيبقي مين مسؤول ؟
وإزاي حتفتح بتاع
في وسط ناس بتقول
بأن هذا البتاع
جاب الخراب مشمول
لأنه حتة بتاع
جاهل غبي مخبول
أمر بفتح البتاع
لأنه كان مسطول !
وبعد فتح البتاع
جابوا الهواالمنقول
نكس عشوش البتاع
وهد كل أصول
وفات في غيط البتاع
قام سمم المحصول
وخلا لون البتاع
أصفرحزين مهزول
وساد قانون البتاع
ولا عله ولا معلول
فالقاضي بتع البتاع
فالحق ع المقتول
والجهل زاد في البتاع
ولا مقري
ولا منقول
والخوف سرح في البتاع
خلا الديابه تصول
ويبقي البتاع في البتاع
والناس صايبها ذهول
وأن حد قال دا البتاع
يقولوا له مش معقول
وناس تعيش بالبتاع
وناس تموت بالفول
وناس تنام ع البتاع
وناس تنام كشكول
آدي اللي جابه البتاع
جاب الخراب بالطول
لأنه حتة بتاع
مخلب لراس الغول
باع البتاع بالبتاع
وعشان يعيش على طول
عين حرس بالبتاع
وبرضه مات مقتول

أنْدَلُسِيَّة شوقي

أنْدَلُسِيَّة ٌ
يا نائح ( الطلح ) أشباه عوادينا نشجى لواديك أم نأسى لوادينا ؟
ماذا تقص علينا غير أن يــدا قصت جناحك جالت فى حواشينا
رمى بنا البين أيكا غير سامرنا أخـا الغريب : وظلا غير نادينا
كل رمته النوى ريش الفراق لنا سهماً ، وسل عليك البين سكينا
إذا دعا الشوق لم نبرح بمنصدع مـن الجناحين عي لا يلبينــا
فإن يك الجنس يابن الطلح فرقنا إن المصائب يجمعن المصابينـا
لــم تأل ماءك تحنانا ولا ظلماً ولا أدكارا ، ولا شجوا أفانينــا
تجـر من فنن ساقا إلى فنــن وتسحـب الذى ترتاد المؤاسينـا
أساة جسمك شتى حين تطلبـهم فمن لروحك بالنطس المداوينـا
آهــا لنا نازحى إيك بأندلـس وإن حللنا رفيـفاً من روابينــا
رسم وقفنا على رسم الوفاء لـه نجيش بالدمع ، والإجلال يثنينـا
لفتيـه لا تنـال الأرض أدمعهم ولا مفارقــهم إلا مصلينـــا
لـو لـم يسودا بدين فيه منبهة للناس كانت لهم أخلاقهم دينــا
لم نسر من حرم إلا إلى حـرم كالخمر من (بابل) سارت (لدارينا)
لما نبا الخلد نابت عنه نسختـه تماثل الورد (خيريا) و (نسرينـا)
نسقى ثراهم ثناء ، كلما نثـرت دموعنـا نظمت منها مراثينــا
كادت عيون قوافينا تحركـــه وكدن يوقظن فى الترب السلاطينا
لكن مصر وإن أغضت على مقة عيـن من الخلد بالكافور تسقينـا
علـى جوانبها رفت تمانمنــا وحول حافاتـها قامت رواقينــا
ملاعـب مرحت فيها مآربنـا وأربع أنسـت فيها أمانينــــا
ومطلع لسعود من أواخرنــا ومغـرب لجدود من أوالينـــا
بنا فلم نخل من روح يراوحنـا من بر مصر وريحان يغادينــا
كأم موسى على أسم الله تكفلنا وباسمه ذهبت فى اليم تلقينــا
ومصر كالكرم ذى الإحسان فاكهة للحاضرين وأكواب لبادينــــا
يا سارى البرق يرمى عن جوانحنا بعد الهدوء ويهمى عن مآقينــا
لما ترقرق فى دمع عن جوانحنا هاج البكا فخضبنا الأرض باكينــا
الليـــل يشهد لم تهتك دياجيه على نيـام ولـم تهتف بسالينـــا
والنجـم لم يرنا إلا على قــدم قيــام ليل الهوى للعهد راعينــا
كزفرة فى سماء الليل حائــرة ممــا نردد فيه حين يضوينــا
بالله إن جبت ظلماء العباب على نجانب النور محدوا ( بجــرينا )
تــرد عنك يداه كل عاديــة إنسـاً يعثن فساداً أو شياطينــا
حتى حوتك سماء النيل عاليـة على الغيوث وإن كانت ميامينـا
وأحرزتك شفوف اللازورد على وشى الزبرجد من أفواف وادينـا
وحازك الريف أرجاء مؤرجـه ربـت خمائل واهتزت بساتينـا
فقف إلى النيل وأهتف فى خمائله وأنزل كما نزل الطل الرياحينا
وأس مـابات يذوى من منازلنا بالحادثات ويضوى من مغانينـا
ويا معطرة الوادى سرت سحـراً فطاب كل طروح من مرامينـا
ذكيـة لذيل لو خلنا غلالتهــا قميص يوسف لم نحسب مغالينا
اجشمت شوك السرى حتى أتيت لنا بالورد كتباً وبالربا عناوينـــا
فلو جزيناك بالأرواح غاليـة عن طيب مسراك لم تنهض جوازينا
هـل من ذويك مسكى نحملــه غرائـب الشوق وشيا من أمالينا
إلـى الذى وجدنـا ود غيرهـم دنيـا وودهمو الصافى هو الدينا
يا من نغار عليهم من ضمائرنا ومن مصون هواهم فى تناجينـا
ناب الحنين إليكم فى خواطرنا عن الدلال عليكم فى أمانينــا
جئنا الى الصبر ندعوه كعادتنا فى النائبات فلم يأخذ بأيدينــا
وما غلبنا على دمع ولا جـلد حتى أتتنا نواكم من صياصينـا
ونابغـى كان الحشر آخـره تميتنـا فيه ذكراكم وتحيينــا
نطوى دجاه بجرح من فراقكمو يكاد فى غلس الأسحار يطوينا
إذا رسى النجم لم ترفأ محاجرنا حتى يزول ، ولم تهدأ تراقينـا
بتنا نقاسى الدواهى من كواكبه حتى قعدنا بها : حسرى تقاسينا
يبــدو النهار فيخفيه تجلدنـا للشامتتين ويأسوه تأسينـــا
سقيا لعهد كأكناف الربى رفـة أنا ذهبنا وأعطاف الصبا لينـا
إذا الزمان بنا غيناء زاهيــة ترف أوقاتنا فيها رياحينـــا
الوصل صافية ، والعيش ناغية والسعد حاشية ، والدهر ماشينا
والشمس تختال فى العقيان تحسبها ( بلقيس ) ترفل فى وشى اليمانينا
والنيل يقبل كالدنيا إذا احتفلـــت لو كان فيها وفاء للمصافينـــا
والسعد لو دام ، والنعمى لو اطردت والسيل لو عف ، والمقدار لو دينا
ألقى على الأرض حتى ردها ذهبـا ماء لمسنا به الإكسير أو طينــا
أعداه من يمنه ( التابوت ) وارتسمت على جوانبه الأنوار من سينــا
لـه مبالغ ما فى الخلق من كــرم عهد الكـرام وميثاق الوفيينــا
لـم يجر للدهر اعذار ولا عـرس إلا بأيامنــا أو فى ليالينـــا
ولا حوى السعد اطغى فى أعنته منا جيادا ولا أرخي ميادينـــا
نحن اليواقيت خاض النار جوهرنا ولم يهن بيد التشتيت غالينـــا
ولا يحــول لنا صبغ ولا خلـق اذا تلون كالحرباء شانينــــا
لم تنزل الشمس ميزانا ولا صعدت فى ملكها الضخ عرشا مثل وادينا
ألم تؤله على حافاتــــه ورأت عليـه أبناءها الغر الميامينــا ؟
إن غازلت شاطئيه فى الضحي لبسا خمائل السندس الموشية الغينــا
وبات كل مجاج الواد من شجــر لوافظ القز بالخيطان ترمينـــا
وهذه الأرض من سهل ومن جبل قبل (القياصر) دناها (فراعينــا)
ولم يضع حجرا بان على حجـر فى الأرض إلا علي آثار بانينــا
كأن أهرام مصر حائط نهضـت به يد الدهر لا بنيان فانينــــا
إيوانه الفخم من عليا مقاصــره يفني الملوك ولا يبقي الأوانينـا
كأنها ورمالا حولها التطمـــت سفينة غرقت إلا أساطينــــا
كأنها تحت لألأ الضحى ذهبـــا كنوز (فرعون) غطين الموازينـا
أرض الأبوة والميلاد طيبهــا مر الصبا من ذيول من تصابينـا
كانت محجلة ، فيها مواقفنـــا غرا مسلسلة المجرى قواقينـــا
فآب من كره الأيام لاعبنـــا وثاب من سنة الأحلام لاهينـــا
ولم ندع لليالي صافيا ، دعـت (بأن نعص فقال الدهر :آمينــا)
لو استطعنا لخضنا الجو صاعقة والبر نار وغي ،والبحر غسلينـا
سعيا إلى مصر نقضى حق ذاكرنا فيها إذا نسي الوافي وباكينـــا
كنز(بحلوان) عند الله نطلبـــه خير الودائع من خير المؤدينــا
لو غاب كل عزيز عنه غيبتنـا لم يأته الشوق إلا من نواحينــا
إذا حملنا لمصر أوله شجنــا لم ندر أي هوى الأمين شاجينـا

عبد الرحمن يوسف : كـَثـيــــرٌ عـَلـَيـْكـُــــمْ



الشاعر: عبد الرحمن يوسف
القصيدة: كثير عليكم
من بحر: المتقارب

فـَريـقـَـــان ِ يـَخـْتـَصِـمـَـــانْ ...
و بـَيـْنـَهـُمـَــا شـَاعـِـــرٌ حـيــــنَ يـَهـْجـُـــو سـَتـُفـْضـَــحُ طـَائـفـَتـَـــانْ ...
و حـَــوْلَ الـجَـمـيــــع ِ بـَـــدا أ ُفـْعـُـــوانْ ...
أقـَــاوِمُ فـَكـــًّا لـــذا الأُفـعـُـــوان ِ وَحـيــــدًا
فـَتـَلـعَـنـُنـــي جـِهـَتـَــــانْ ...
و يـَنـْسـَــى الـفـَريـقـَـــان ِ أنَّ قـريـضـِـــي صـِمـَــامُ الأمـَـــانْ ... !

* * *

أرى مِـنـْجَـنـيـقــــًا يـُكـَشـِّـــرُ في وَجـْـــهِ تـِلــــكَ الـمـَديـنـَــــة ْ...
أرى ألـــفَ خـَـــرْق ٍ بـِجـِسـْـــم ِ الـسَّـفـيـنـَـــة ْ...
أرى ألـــفَ ألـــفِ دَعـِـــيٍّ يـَبـُـــثُّ الـضَّـغـيـنـَـــة ْ...
أرى مُـرْجـِفــــًا يـَسْـتـَحـِـــثُّ خـُطـَـــاهُ لـقـَتـْلـــي
و إبـلـيــــسُ صـَـــارَ قـَريـنـَـــه ْ ...
أرى ألـــفَ ألـــفِ اتـِّهـَـــام ٍ بـِـــدون ِ قـريـنــَــــة ْ...
أرى في الـظـَّـــلام ِ الـتـِمـَـــاعَ الـخـَنـَاجـِـــر ِ تـَزْحـَـــفُ نـَحـْـــوي
( لأنـِّــي على عِـزَّتـــي ثـَابـِــــتٌ )
و غـَيـْـــري يـُبـَـــدِّلُ وَفـْـــقَ الـمَـصَـالــــح ِ ديـنـَـــه ْ...
أرى الـحـُـــزْنَ فـَــــوْقَ قـِبـَـــابِ الـمـَرَاقـِـــدِ في كـَرْبــِــلاءِ
كـَمـَــا قـَـــدْ رَأيـْـــتُ مـَــآذِنَ مـَسْـجـِـــدِ عـَمـْـــرٍو حـَزيـنـَـــة ْ...!

* * *

خـَيـَــالُ الـقـَصـيـــدَةِ يـَــا مـَــنْ تـُعـَـــادونَ شـِعـْـــري يـَـــذُوبُ حـَزيـنــَــا ...
يـَكـَـــادُ خـَيـَـــالُ الـقـَصـيــــدَةِ يـَلـطـُـــمُ
لـَكـِـــنْ يـَخـَـــافُ اتـِّهـَامـــًا سـَخِـيـفــــًا مـِــنَ الـحَـاقـديـنـَـــا ...!
خـَيـَــالُ الـقـَصـيـــدَةِ يـَحـْتـَـــارُ أيَّ الـفـَريـقـَيـْـــن ِ يـَهـْجـُـــو ...؟؟؟
و فـيـنـَــا مـِــنَ الـخـِـــزْي ِ مـَــا هـُــوَ فـيـكـُـــمْ
و فـيـكـُـــمْ مِـــنَ الـخـِــزْي ِ – يـَــا عـِتـْـــرَة َ الـبـَيـْـــت ِ – مـَــا هـُــوَ فـيـنـَـــا ...!
و يـَبـْــدو كِلانـَـــا بـعـَيـْـــن ِ الـمـُعَـاديـــنَ صـَيـْــــدًا سـَمِـيـنــَــا ...
فـَصـَبـْـــرًا جـَمـيـــلا ...
فـَأنـْتـُــمْ بـنـَــا – و بـكـُـــمْ – قـَــدْ بـُلـيـتـُـــمْ
و نـَحـْـــنُ بـِكـُـــمْ – و بـِنـَــا – قـَـــدْ بـُلـيـنـَـــا ...!
فـَلـَعـْنـَـــة ُ رَبـِّـــي عـَلـَيـْنـَـــا إذَنْ أجـْمَـعِـيـنـَــا ...!

* * *

أرَانـَـــا شـُغِـلـنـَــا بـِفـِقـْـــهِ الـعـَفـَـــنْ ...
بـُحَـيـْــرَة ُ أفـْكـَارِنـَــا في عـَطـَــنْ ...
أرى طـَائـِـــرَاتِ الـعـَـــدُوِّ تـُحَـلـِّـــقُ فـَـــوْقَ رُبـُـــوع ِ الـوَطــَـــنْ ...
حـُمُـولـَتـُهـَـــا جـَهـَّـــزَتْ ألـــفَ ألـــفِ كـَفـَـــنْ ...
و يـَشـْغـَلـُهـُـــمْ كـُــلَّ وَقـْـــتٍ حـَديـــثُ الـتـَجـَـــارِبِ و الـعِـلـــم ِ
لـَكـِــنْ أرَانـَــا شـُغِـلـنـَـــا بـِبـَـــثِّ حـَدِيــــثِ الـفـِتـَــــنْ ...
سـَتـَسْـقـُــط ُ تـِلــــكَ الـقـَنـَابـِـــلُ فـَــوْقَ الـجـَمـيــــع ِ
عـلى الـحـَقـْـــل ِ و الـبـَادِيـَــــة ْ...
قـَنـَابـِــــلُ أعْـدَائـِنـَـــا لا تـُفـَـــرِّقُ بـَيـْـــنَ الـمـَذاهـِـــبِ
فـَالـكـُــــلُّ في دَاهـِيـَــــة ْ...
وُجـُـــوهُ الـعـَــــدُوِّ بـِفـُرْقـَتـِنـَـــا رَاضِـيـَـــة ْ...
و أجـْهـِـــزَة ٌ لـلـتـَّخـَابـُـــر ِ تـَسْـكـُـــنُ في " حـَـــوْزَةِ " الـعـِلـْـــم ِ
تـَسْـكـُـــنُ صَـحـْـــنَ الـمَـسَـاجــــدِ
تـَدْفــَــعُ لـلـهـَاويــَــــة ْ ...!
قـَنـَابـلـُهـُـــمْ سـَـــوْفَ تـَسْـفـَـــعُ بـالـنـَّاصِـيـَـــة ْ...
تـَمـُـــوتُ بـهـــا فـِـــرَقُ الـكـُفـْـــر ِ
و الـفـِرْقــَــة ُ الـنـَّاجـِيـَــــة ْ...!
يـُــذِلُّ الـعـَـــدُوُّ الـجَـمـيـــعَ و نـَدَّخـِـــرُ الـكـِبـْـــرَ
كـَــيْ نـَتـَكـَبـَّـــرَ في وَجـْــهِ إخـْوَانـِنـَـــا
و رَبـِّـــي لـَــهُ الـكـِبـْرِيـَـــاءُ
كـَمـَــا قـَـــالَ في سـُـــورَةِ الـجـَاثـِيـَــــة ْ...!

* * *

و لـَسـْـــتُ أ ُحـَـــوِّلُ شـِعـْــــري لـِــــدُفِّ ...
و لـَسـْـــتُ لآمـُـــرَ نـِصـْفـــي لـِيـَقـْتـُـــلَ نـِصْـفـِـــي ...!
و لـَسـْـــتُ خـِصـِيــــًّا
لأعـْجـَـــزَ عـَـــنْ رَدِّ مـَـــنْ قـَـــدْ يـُحــَــاوِلُ بـالــــزُّور ِ قـَذْفـــي ...
عـَلى أ ُهـْبـَــــةِ الـجـَهـْــــر ِ حـَرْفـــي ...
سـَأخـْتـَـــارُ أشـْنـُـــقُ نـَفـْسِـــي
و لـَسـْـــتُ لأجـْـــدَعَ أنـْفـِــــي ...
و لـَسـْـــتُ بـِمُـتـَّهـَــــم ٍ بـالـمـُـــرُوق ِ لأنـْفـِـــي ...!
و لـَسـْـــتُ أخـَـــافُ أ ُوَاجـِـــهُ في الـحـَـــقِّ
سـَيـْـــفَ الـغـَريــــبِ
و سَـيـْـــفَ الـقـَريـــــبِ
و لـَسـْـــتُ أخـَـــافُ أ ُوَاجـِـــهُ في الـحـَـــقِّ حـَتـْفـِــي ...
أرَى مـُهْـجَـتـــي نـَحْـــوَ بـَيـْـــتٍ حـَـــرَام ٍ تـَطـيـــرُ كـَلـَحـْـــن ٍ
و لـَسـْـــتُ لأ ُوقـِـــفَ عـَزْفــــي ...
و لــَـــمْ يـَـــكُ يـَوْمــــًا فـُـــؤادي مـَـــعَ الـحـَــــقِّ
لـَكـِـــنْ عـلى الـحـَــــقِّ سـَيـْفـِـــي ...!
و لـَسـْـــتُ أرى بـَيـْنـَكـُـــمْ " ذا الـفـقـَــــار ِ"
و لـَيـْــــسَ " يـَـزيــــدُ " بـِصَـفـِّــــي ...!

* * *

أنـَـا شـَاعـِـــرٌ مـَـــا اعـْتـَــــذَرْ ...
أ ُجـَاهـِـــدُ قـَـــدْرَ اسـْتـِطـَاعـَـــةِ شـِعـْـــري
و أرْضـَــى بـِحُـكـْــــم ِ الـقـَــــدَرْ ...
تـُصـَـــوَّبُ نـَحـْـــوي الـسِّـهـَـــامُ مـِـــنَ الـجـِهَـتـَيـْـــن ِ
كـَـــأنَّ الـسـِّهـَـــامَ مـَطـَـــرْ ...
أصـُـــدُّ الـسِّـهـَــــامَ مـِـــنَ الـجـِهَـتـَيـْـــن ِ و أكـْتـُـــبُ شـِعـْــــرَ الـظـَّفـَـــرْ ...
و فـي الـفـَــــم ِ مـَــــاءٌ ...
سـَأبـْصُـقــُـــهُ نـَحـْــــوَ كـُــــلِّ الـجـِهـَــــاتِ
فـَيـَلـعَـنـُنـــي لاعِـنـُـــونَ
و يـَغـْفـِـــرُ لـــي مـِــــنْ غـَفـَــــرْ ...!
أيـَا سـَادَتــــي ...
بـَعـْـــضَ حِـلـْــــم ٍ ...
فـَجـُـــلُّ عـَمـَائِـمِـكـُـــمْ قـَـــدْ تـَبـَــــرّأَ مِـنـْهــَــا "عـَلـِــــيٌّ "
و جـُـــلُّ عـَمـَائِـمِـنـَــــا قـَـــدْ تـَبـَــــرّأَ مِـنـْهــَــا " عـُـمـَـــرْ " ...!!!

* * *
و لـَــو كـُنـْـــتُ مـُنـْتـَظـِــــرًا لـلإمـَـــام ِ كـَغـَيـْـــري
لـَمـَـــا صُـغـْـــتُ شـِعـْـــرَ الـهـِجـَــــاءِ ...!
و لـَــو كـُنـْـــتُ أعـْبـُـــدُ رَبـِّـــي بـِبـِرْمـيــــل ِ نـِفـْــــطٍ
لأتـْقـَنـْــــتُ شـِعـْــــرَ الـمـَديــــح ِ مـَــــعَ الأدْعـِيـَــــاءِ ...!
و لـَــو كـُنـْـــتُ أ ُسْـلـِــــمُ أمـْـــري لأمـْــــر ِ وَلــــيٍّ فـَقـيـــــهٍ
لـَجـَاهـَـــرْتُ صـُبـْحــــًا لـَــــهُ بـالــــــوَلاءِ ...!
و لـَــو كـُنـْـــتُ بـَدَّلـْــــتُ مـَـــا أرْضَـعَـتـْنـيــــهِ أ ُمـِّــــي
لأعـْلـَنـْــــتُ جـَهـْــــرًا بـَرَائـــــي ...!
أنـَـــا شـَاعـِـــرُ الـكـُـــلِّ أ ُؤمـِـــنُ بـالـشـِّعـْـــر ِ رَغـْـــمَ ابـتـلائــــي ...
تـَشـَيـَّعـْـــتُ لـلـحـَــــقِّ ...
لا لـلـمـَذاهـِـــبِ فـَهـْــيَ أسـَــــاسُ الـبـَـــــلاءِ ...
أنـَـــا شـَاعـِـــرٌ لـلـجـَمـيـــــع ِ
و لـَسـْـــتُ أ ُشـَـــارِكُ – مـِثـْـــلَ الـجَـمـيــــع ِ – بـمَـعْـرَكـَــةٍ لـلـفـَنـَــــاءِ ...
تـَحَـيـَّـــزْتُ لـلـحـَــــقِّ لا الأصـْدقـَــــاءِ و لا الأقـْربـَــــاءِ ...
أ ُصـيــــبُ و أ ُخـْطِــئُ مـثــْـــلَ الـجَـمـيــــع ِ
فـَلـَسـْــتُ مـِــــنَ الأنـْبـيـــــاءِ ... !
أحـِــنُّ على الـبـُسَـطـَـــاءِ ...
و أوغـِـــلُ في الـعـُمـَـــلاءِ ...
عـَنـيــــدٌ أمـَــــامَ الـعَـنـيـــــدِ
رَقـيــــقٌ مـَـــعَ الـضُّـعَـفـَــــاءِ ...
قـَـــويٌّ أمـَـــامَ الـطـُّغـَــــاةِ
ضَـعـيـــفٌ أمـَــــامَ الـنـِّسـَــــاءِ ...!
كـَريــــمٌ مـَـــعَ الـكـُرَمـَــــاءِ ...
صَـفـيــــقٌ مـَـــعَ الـسُّـفـَهـَــــاءِ ...
أشـِــــفُّ إذا مـَـــا تـَغـَزَّلــْـــتُ يـومــــًا
و أفـْحـُـــشُ عـِنـْـــدَ الـهـِجـَــــاءِ ...
بـيـُسْـــــرَايَ كـَفـْكـَفـْـــتُ دَمـْـــعَ الـفـَقـيــــر ِ
و يـُمْـنـَـــايَ تـَطـْعـَــــنُ في الـرُّؤَسـَــــاءِ ...
أ ُحـِــــبُّ أبـَـا بـَكـْــــر ِ
لـَكـِـــنْ تـَوَجـَّعــْـــتُ مـِـــنْ حـَــــال ِ قـومـــي
فـَأجـْهـَــــرُ بـالـوَجـَــــع ِ الـكـَرْبـِلائــــي ...!
و أمـنـَـــحُ شـِعـْـــري لأرْضِـــيَ طـَاقـَـــة َ وَرْدٍ
(بـــلا أيِّ سِـعـْــــر ٍ)
و أعْـجـَـــزَ ألــــفُ رَئـيـــس ٍ شـِرَائــــي ...
فـَيـَــا مـُغـْرَمـيـــنَ بـِسـَفـْـــكِ الـدِّمـَـــاءِ بـِحُـجـَّـــةِ حـَقــْـــن ِ الـدِّمـَــــاءِ ...
و يـَــا مـَـــنْ تـَحُـطـُّـــونَ مـِـــنْ قـَـــدْر ِ شـِعـْـــري
حـَـــذار ِ حـَـــذار ِ مـِــــنَ الـشـُّعـَــــرَاءِ ...
و يـَـــا مـَـــنْ حَـلـَمْـتـُـــمْ بـأنـَّكـُـــمُ قــَـــدْ تـَمَـسـُّــــونَ عـِرْضِـــي ...
صِـغــَــــارًا أرَاكــُـــمْ حـذائـــــي ...
لـــــذاكَ ...
كـَثـيــــرٌ عـَلـَيـْكـُــــمْ حِـذائـــــي ...!


تـَمَّــتْ في الـقـَاهِـــرَة 6/ 10 / 2008
6.30 صباحـــــا

الوصية ..<< بدر شاكر السياب >>

الوصيــة
::::::

من مرضي
من السرير الأبيض
من جاري انهار على فراشه و حشرجا
يمص من زجاجة أنفاسه المصفره ،
من حلمي الذي يمد لي طريق المقبره
والقمر المريض و الدجى ..؟
أكتبها وصية لزوجتي المنتظره
وطفلي الصارخ في رقاده : " أبي ، أبي"
تلم في حروفها من عمري المعذب
لو أن عوليس وقد عاد إلى دياره
صاحت به الآلهة الحاقدة المدمره
أن ينشر القلاع ، أن يضل في بحاره
دون يقين أن يعود في غد لداره
ما خضه النذير و الهواجس
كما تخض نفسي الهواجس المبعثره
اليوم ما على الضمير من حياء حارس
أخاف من ضبابة صفراء
تنبع من دمائي
تلفني فما أرى على المدى سواها
أكاد من ذلك لا أراها
يقص جسمي الذليل مبضع
كأنه يقص طينة بدون ماء
ولا أحس غير هبة من النسيم ترفع من طرف الستائر الضباب
ليقطر الظلام ، لست أسمع
سوى رعود رن في اليباب
منها صدى وذاب في الهواء …
أخاف من ضبابة صفراء

أخاف أن أزلق من غيبوبة التخدير
إلى بحار ما لها من مرسى
و ما استطاع سندباد حين أمسى
فيهن أن يعود للعود وللشراب والزهور،
صباحها ظلام
وليلها من صخرة سوداء
من ظل غيبوبتي المسجور
إلى دجى الحمام
ليس سوى انتقالة الهواء
من رئة تغفو ، إلى الفضاء
أخاف أن أحس بالمبضع حين يجرح
فاستغيث صامت النداء
أصيح لا يرد لي عوائي
سوى دم من الوريد ينضح
وكيف لو أفقت من رقادي المخدر
على صدى الصور ، على القيامة الصغيرة
يحمل كل ميت ضميره
يشع خلف الكفن المدثر ،
يسوق عزرائيل من جموعنا الصفر إلى جزيره
قاحلة يقهقه الجليد فيها ،
يصفر الهواء في عظامنا ويبكي
ماذا لو أن الموت ليس بعه من صحوه ،
فهو ظلام عدم ، ما فيه من حس ولا شعور ؟
أكل ذاك الأنس ، تلك الشقوه
و الطمع الحافر في الضمير
والأمل الخالق من توثب الصغير
ألف أبي زيد تفور الرغوه
من خيله الحمراء كالهجير
أكلها لهذه النهايه ؟
ترى الحمام للحياة غايه ؟
إقبال يا زوجتي الحبيبه
لا تعذليني ما المنايا بيدي
ولست، لو نجوت ، بالمخلد
كوني لغيلان رضى وطيبه
كوني له أبا و أما و ارحمي نجيبه
وعلميه أن يذيل القلب لليتيم و الفقير
وعلميه

ظلمة النعاس
أهدابها تمس من عيوني الغريبه
في البلد الغريب ، في سريري
فترفع اللهيب عن ضميري
لا تحزني إن مت أي بأس
أن يحطم الناي ويبقى لحنه حتى غدي ؟
لا تبعدي
لا تبعدي
لا …
.
.
.

أمــى فـلــســــــــطــين

أمــى فـلــســــــــطــين


(1)





رأيتهُ مطرقاً يبكي فأبكاني
وهاجَ من قلبيَ المكلومُ أشجانِ
في زهرةِ العمرِ إلا أن دهرك
لا يرعى الشيوخَ ولا يرثي لصبيانِ

بكى فكادت لهُ نفسي تذوبُ أسى
كأن راميهُ بالسهم أصمانى

دنوتُ منهُ أحاكيهُ واسألهُ
لعلي أواسي جراحَ المثقلَ العانِى
سألتُ ما اسمكُ
قال اسمي يدلُ على
معنى غريبٍ على مثلي أنا هاني


حكى الغلامُ كأن الله يلهمهُ
الهامُ يحي صبياً أو سليمانِ

إن شئتَ يا عم فاسمع قصةً عجبا
و إن تكن عُرفت للقاصى والدانِى


يا عمُ إني غصنٌ لا حياةَ لهُ
قطعتُ بالغدرِ عن أصلي وسيقانِى


فقدتُ روحي أمي والحبيبُ أبي
فقدتُ أهلي وأرحامي وجيرانِى


مسحتُ دمعَ الفتى الباكي
وقلتُ لهُ: سمعتُ منك فخذ فكري ووجدانِى
بنيّ جُرحك في قلبي يسيلُ دماً
فارحم صباكَ فما أشجاكَ أشجانِى
لا تأسى أن عشتَ بعدَ الأهلِ منفرداً
فكُلنا لكَ ذاك الوالدُ الحانِى

وكُل أزواجنا ام بها شغفٌ
لتفتديك بروحٍ قبل جثمانِ
تهلل الناشئُ الباكي وقالَ
أجل يا عم إني في أهلي وأوطانِ
يا عم أحييتَ من عزمي ومن ثقتي
هبني يميناً اقبلها بشكرانِ
أمي فلسطين لا تأسي ولا تهني
إنا سنفديك من شيبٍ وشبانِ



للاستماع


(2)








رأيتهُ مطرقاً يبكي فأبكاني
وهاجَ من قلبيَ المكلومِ أشجانِ
في نضرةِ الغصنِ إلا أن عاصفةً
هبت سموماً فأمسى غير فينانِ
يا ناعمَ الظفرِ يا بن العزِ
ما لكَ لا تكفُ عن مدمعٍ كالغيثِ هتانِ

ماذا دهاك احك ليّ لعلَّ الحديثَ معي
مجففُ عنكَ بعضَ المدمعِ القانى

لقد شهدتُ أبي والموتُ يصرعهُ
ولم يجد مسعفاً من قلبِ إنسانِ

نادى بنيّ اسقني فالصدرُ ملتهبٌ
, فقلتُ : نفسي الفدا للوالدِ الحانى
ناولتهُ الماءَ أسقيهُ فقبلني و أسلمَ الروحَ
في طهرٍ وإيمانِ .
يا عمُ ماتَ أبي في خيرِ معركةٍ
وما بكيتُ عليهِ مثل أوطانِى
قد ماتَ يدفعُ عن أرضٍ و عن شرفٍ
لصوصَ أرضٍ و أعراضٍ و أديانِ
ما ماتَ بل هو عند اللهِ ألمحهُ
في الخلدِ يسرحُ طيراً بين أفنانِ
يا عم ذي هي مأساتي التي قصفت
عودي كما عصفت مثلي بعيدانِ


أأن تعش أنت والأهلونَ قد رحلوا
ففيك سرُ بقاءَ الشعبِ يا هاني
قد عشتَ حقاً لأمرٍ لا قضاءَ بهِ
و حكمةُ الله تخفى بعض أحيانِ
قد عشتَ للنصرِ بالإصرارِ تغرسهُ
فتجتنيهُ ثماراً ذاتَ ألوانِ
فاخلع ثيابَ الأسى و اليأسِ
مرتدياً ثوبَ الجهادِ نشيطاً غيرَ كسلانِ
تعلم الحربَ في سرٍ وفي علنٍ فوقَ الجبالِ
وفي سهلٍ و وديانِ
و اجمع رفاقك و انفخ في عزائمهم
مما بصدرك من عزمٍ و إيقانِ
وقل لصهيونِ لسنا أمةً همجاً
تمضي سفينتها
من غيرِ ربانِ

ماعاذ ربيَ أن تنحلُ عضوتنا أو أن تتيه
وفينا نورُ قرآنِ

اليأس كفرٌ إذا ما حل قلب فتى
و الحمد الله
قد جددتَ إيمانى
جعلت منيّ إنساناً لهُ هدفٌ و كنتُ من قبل
أحيا بعض إنسان
إني أحس لماذا عشتُ بعد أبي و لم أمت مع
أهلي مثل أقرانِ
إني حييت لأمرٍ لا مردَ لهُ للثأرِ للدم
لاستردادِ أوطانِ
لأستعيدُ فلسطين كما غصبت بالدمِ لا بدموعِ
أو بتحنانِ
لأنزع الدارَ التي و الأرضَ التي نهبوا من
كل لصٍ و نهابٍ وخوان
لكي تعود تدويّ في مآذنها
الله أكــــــــــــــــــــــــبر
من آن إلى آنِ

أمي فلسطينُ لا تأسي ولا تهني إنا سنفديكِ من شيبٍ
وشبانِ



للاستماع

الاثنين، 12 أبريل 2010

مالي..

ما لي وقفت علي القبور مسلما
قبر الحبيب فلم يرد جوابي
أحبيب ما لك لا ترد جوابنا
أنسيت بعدي خلّة الاحباب
قال الحبيب و كيف لي بجوابكم
و أنا رهين جنادل و تراب
أكل التراب محاسني فنسيتكم
و حجبت عن أهلي و عن أترابي
فعليكم مني السلام تقطعت
مني و منكم خلّة الأحباب

الجمعة، 9 أبريل 2010

رسائلُ حُب .... للشاعر عبدالعزيز جويدة

لا تَحسَبي أني أُحبُّكِ مثلما

تتصوَّرينَ مَشاعري فوقَ الورقْ

أنا شاعرٌ في كلِّ شيءٍ إنما

عندَ الكتابةِ عن هوانا ..

أحتَرِقْ

لا تَحسَبي أن الكتابةَ عن هوانا عَبَّرَتْ

هي ليسَ إلا بعضَ دُخَّانٍ قَلقْ

إن المشاعرَ لا تُقاسُ بنظرةٍ أو لمسةٍ

أو ما بهِ يومًا لسانٌ قد نَطَقْ

فرقٌ كبيرٌ بينَ ما نُخفي ونُعلِنُ

في العواطفِ ، والعواصفِ ، والأرَقْ

حتى السكوتُ حبيبتي

لغَةٌ تُعبِّرُ في الهوى

فإذا سَكتْنا ..

فاعلمي أنَّا على وَشْكِ الغرقْ

أنا كلُّ ما سطَّرتُهُ مِن فِتنَةٍ

هو ليسَ إلا ذَرَّةً

مِن وَحيِ كَونٍ في جَوانحِنا خُلِقْ

***

كلُ الحساباتِ التي

في العشقِ تُفرَضُ دائمًا..

حِيَلٌ تُقالُ وما لهُنَّ أساسْ

قد نَستطيعُ تتبُّعَ الزلزالِ ،

نرصدُ قوَّتَهْ

لكننا لا نَستطيعُ بأيِّ حالٍ

نَرصدُ الإحساسْ

نبضُ القلوبِ ، حنينُها ،

أشواقُنا ، آلامُنا ...

شيءٌ مُحالٌ في الوجودِ يُقاسْ

فقلوبُنا مثلُ اللآلئِ مُنيتي

وعلى القلوبِ تُخَيَّرُ الحُراسْ

فهناكَ قلبٌ مِن حَجرْ

وهناكَ قلبٌ قِطعةٌ مِن ماسْ

إيَّاكِ أن تتصوَّري

أن القلوبَ تَشابهَتْ

إلا إذا ..

يومًا تَشابَهَ شكلُ كلِّ الناسْ

فالعمرُ يُحسَبُ بالسنينِ حبيبَتي

لكننا في العشقِ نَحسُبُ

حُرقَةَ الأنفاسْ

***

لا تَحسَبي أن الكلامَ حبيبتي

لغةٌ تُدارُ بعالَمِ العُشاقْ

فالصمتُ مِن لغةِ الهوى

وبها يَبوحُ العاشقُ المشتاقْ

بيني وبينَكِ أبحُرٌ، ومنازلٌ ، وعوازِلٌ

لكنَّ إحساسي يُسافرُ

يَعبُرُ الآفاقْ

إنَّا معًا في كلِّ وقتٍ مُنيتي

ومعًا نُقاسي لوعةَ الأشواقْ

سنموتُ في يومٍ معًا محبوبتي

لكنَّ موتي لن يَكونَ فِراقْ

في سَكرَةِ الموتِ التي تَنتابُنا

قد تَعرفينَ حبيبتي

أنا كم أُعاني عندَما أشتاقْ

***

في كلِّ طَيفٍ يا حياتي ألمحُكْ

بالرَّغمِ مِن صَخَبِ الوجودِ،

وهذه الضوضاءْ ..

نَغَمًا جَميلاً يَستَبيحُ مَسامعي ،

نَبعًا تَفجَّرَ أغرقَ الصحراءْ

تأتي طيورُكِ كي تَحطَّ بأعيُني

وعلى شِفاهي تَعزفُ الأصداءْ

ما كنتُ أعرِفُ كيفَ إحساسٌ بَرَقْ

أو أنْ أُخاطِبَ زهرةً حسناءْ

حتى نَزَلتِ بكلِّ حبِّكِ داخلي

فنطقتُ باسمِكِ أوَّلَ الأسماءْ

طوفي علىَّ وزَمِّليني داخِلَكْ

أنا قادمٌ مِن ألفِ ألفِ شِتاءْ

رَجْعُ الصقيعِ بداخلي يَغتالُني

عَصْفُ الرياحِ ، مَرارةُ الأشياءْ

***

لا تُغلِقي الأبوابَ إني قادمٌ

طيفًا يَضُمُّكِ في كِيان كِياني

عجزي عنِ التعبيرِ ليسَ جِنايةً

أغلى الحديثِ إذا مَنعتُ لساني

يا بُؤرةَ الضوءِ النَّديَّةَ حاولي

لو مرَّةً أن تَسكني شِرياني

ذوبي بهِ ..

سيري بِدمِّي طفلةً

في داخلي البَدَنُ العليلُ الفاني

أرجوكِ لا تتمهَّلي ، وتأمَّلي

كي تَرقُبي مِن داخلي بُركاني

وتَحسَّسِي في داخلي ظَمئي ،

شعوري ، وَحشَتي ، حِرماني

كلُ الذي أخشاهُ في دنيا الهوى

هو أنَّ قلبَكِ مرَّةً يَنساني

***

أنا لي خِيارٌ واحدٌ

هو أن أظلَّ مُحاصرًا بينَ الفصولِ الأربعَةْ

شيءٌ بديعٌ أن أظلَّ محاصرًا

في قلبِ مُلهِمةٍ بِحقٍّ رائعَةْ

إن تُطلِقي يومًا سراحي فاعلمي

سيموتُ قلبي في الطريقِ ومَن معَهْ

أنا حينَ قررتُ القتالَ حبيبتي

قررتُ وحدي خوضَ أعنفِ مَعمعَةْ

وَجهًا لوجهٍ قد تلاقينا معًا

في نَظرةٍ

سَقطَتْ جميعُ الأقنعَةْ

أنا واثقٌ مِن أن هذي الحربَ لَكْ

بل واثقٌ مِن أن قلبي سوفَ يَلقَى مَصرعَهْ

هذي جيوشي قد أتتكِ حبيبتي

هُم يَرغبونَ ..

وأنتِ دومًا في الحروبِ حبيبتي

مُتمَنِّعَةْ

فإذا ابتسمتِ انهارَ كلُّ كِيانِنا

أنتِ التي في عرشِ قلبي دائمًا مُتربِّعَةْ

سَلَّمتُ يا عمري لَكِ

هذا اعترافٌ بالهزيمةِ مُسْبَقٌ

إنَّ الهزيمةَ لا مَحالةَ واقعَةْ

وأمامَ جندي كلِّهِمْ

قد جئتُ ..

أُعلنُ أنني مستسلمٌ

ولكِ ..

رَفَعتُ القُبَّعَةْ

***

لا تَحسُبي عُمري بما قد عشتُهُ

أو بالذي في الغدِّ قد أحياهْ

للعاشقينَ حياتُهم ، أعمارُهم

فبكلِّ ثانِيَةٍ تَمُرُّ حياةْ

أنا كلما منكِ اقتربتُ أصابني

وَجَعٌ جميلٌ كيفَ لي أنساهْ

أنا كلما بَرَقَ الحنينُ بداخلي

أزوِي وحيدًا أرصدُ المرآةْ

يا هل تُرى هو ذا أنا أم أنني

بالعشقِ صِرتُ سِواهْ

مُتصوِّفًا في العشقِ جئتُكِ مُفعمًا

بالشوقِ أصرخُ داخلي : اللهْ

عجزي عنِ الكلماتِ ليسَ ترفُّعًا

لكنَّهُ عجزٌ يُفسِّرُ هولَ ما ألقاهْ

***

مَن لي أنا في الكونِ

غيرُ حبيبتي ؟

مَن لي أنا يا حاسدينَ سِواها ؟

أنا كلُّ إحساسٍ جميلٍ مَسَّني

ما كانَ إلا بعضَ بعضِ هواها

خَيَّرتُ قلبي عَشرَ مراتٍ وما

يَختارُ يومًا في الهوى إلاها

رِفقًا بها ، وبقلبِها ، وبحُبِّها

أخشى عليها مِن جنونِ أساها

هي نعمةُ اللهِ التي لو لستُ أملِكُ غيرَها

قَسَمًا بِربي ما طلبتُ سِواها

مَلَّكْتُها قلبي فتلكَ مَليكتي

أسعى ، ويَسعى .. كي ننالَ رضاها

أنا لا أظُنُّ بأنها ماءٌ وطينٌ مثلُنا

هي قبضةٌ مِن نورِهِ سوَّاها

***

نامي بصدري أنتِ أروعُ طِفلةٍ

نامي بصدري وارصُدِي أحلامي

في كلِّ حُلمٍ تَسكُنينَ حبيبتي

في كلِّ حرفٍ أنتِ في أيامي

في كلِّ نبضٍ في فؤادي فاسكُني

في نِنِّ عيني ، في نُخاعِ عِظامي

هَيَّا ارقُبيني حينَ أكتُبُ مُنيَتي

حتى تَرَيْ ما سِرُّ إلهامي ؟

لو أنني أفنَى ، ولا يَبقى أثَرْ

سيفوحُ طِيبُكِ مِن حُطامِ حُطامي

***

آمنتُ أن قصائدي خُلِقتْ

لأنكِ دائمًا بحياتي

هي بعضُ ما تركَ الحنينُ بداخلي

هي لحظةٌ فيها أُعانِقُ ذاتي

أنا لا أُطيقُ البعدَ عنكِ للحظةٍ

فإذا ابتعدتُ تَقارَبَتْ مأساتي

ما كنتُ يومًا في هواكِ محايدًا

صوتُ التحيُّزِ في صدى كَلماتي

أُخفي عليهِم كيفَ يا محبوبتي ؟

قمرُ الحنينِ يُطلُّ مِن نظراتي

أنا لستُ أعرِفُ كيفَ أختِمُ ما بدأْ

فهلِ الخِتامُ يكونُ بعدَ مماتي ؟

نزارقبانى(أسألك الرحيلا)

أسألك الرحيلا


لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا



بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا



لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..



لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..



كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..

أحمد أفندي عبد العال

أحمد افندى محمد حامد عبد العال للشاعر الكبير احمد فؤاد نجم



أحمد افندى محمد حامد عبد العال
صاحب عيلة جسيمة مراته و ست عيال
عنده اسم الله حسن و حسين وسعيد و نوال
والمقروصة نفيسة وقدم الخير وصال

***

أحمد افندى مدرس عربى قديم ومتين
شكله تشوفه
تقول على طول من اهل الدين
شايل سبحة خشب البندق
م الغاليين
ساعه تلف يمين
وسواعى تلف شمال

***

غير السبحة
طالعه زبيبه ف قورته كمان
يعنى دليل
على انه بيسجد للرحمن
هيبه و تقوى
ومظهر ناطق بالايمان
ثم المشيه عليها القيمه
وفيها جلال

***

احمد افندى
ساكن شقه فى رابعدور
بيت الحاج عويس
ومراته الست بدور
كانوا حبايب قبل ما يتأتى المقدور
ساعة نحس اتقلب البيت
واتبدل الحال

***

ابن الحاج عويس
كان عامل كوره شراب
والعصريه
نازل يلعب جنب الباب
جاى بيشوط
قام طارت فرده من القبقاب
جت فى زبيبة احمد افندى
و دمها سال

***

ضحكت عيشه مرات السقا
و قالت يوة
ظاطوا عيال الحارة وقالوا
الجردل اهو
احمد افندى فوت عقله
ما بقاش له
رقع الواد قلمين سخنين
كومه فى الحال

***

صرخت نوسة مرات
محمود عبدالجواد
كبدى يا خويا
يا ناس الراجل قتل الواد
نزل السيد سالم يجرى
وقال يا ولاد
اوعوا الراجل يفلت منكوا
دا موته حلال

***

احمدافندى زعق من تحت
وقال يا حسين
هات سكينه ونزل اخوك
ومعاك شومتين
نزلوا العيلة
واشتغل الضرب شمال ويمين
والصوت لعلع والنبابيت
غنت موال

***

خش محمد مرسى يخلص فى الموضوع
خد سكينه ف جنبه
وكان عيان موجوع
وقع ع الارض يئن
وعينه تشر دموع
هي ثوانى وطلعت روحه للمتعال

***

هاجوا العالم
والنسوان فقعت بالصوت
وامه تقول
ياحبيبى ازاى دهولك الموت
واحمد افندى لم عياله
و على برغوت
طلب النجدة من تليفون عبده البقال

***

وصل النجده
لقى حوالين الجثه اتنين
اخته بتلطم
وامه بتتمرغ فى الطين
سأل الظابط
فين امال المتخانقين
قالت نوسة من شباكها
دا أبو وصال

***

طلعت هجمه
ان شاء الله ما حد يشوفها يا ناس
رزعوا الباب فشخوه اتنين
طارالترباس
خبط الحله ..قلبها
وساح منها القلقاس
عاص القله
ولغمص وش البتنوال

***

احمد افندى
وقف على حيله وقال جرى ايه
انت ازاى تتهجم كده على بيتى يا بيه
لاشه الظابط
جريوا عياله و خافوا عليه
حسن اترمى على ابوه
واتشعلق في وصال

***

امر الظابط للشرطيه بالتفتيش
واللى حيعتر فى السكينه حيبقى شاويش
بعد ما لفوا اوضها وداخوا
وقالوا مفيش
لمح الظابط دم مبقع
جنب شوال

***

زغد المخبر
وقاله ازاى بتقول فتشت
جرى من خوفه اتكعبل
كوع جنب الطشت
لحقه زميله وقال جرى ايه
مالك طبشت
تيس قام مش قادر
حتى يرد سؤال

***

مخبر تانى
عشان موعود يترقى شاويش
فرد المطوة
و هم يمزع بيها الخيش
اول خبطه اتخض
وقال يا خبر
دا حشيش
احمد افندى وقع من طوله
فشر تمثال
كانت نزله
ان شاءالله ما حد يشوفها يا هوه
احمد افندى
قفاه من حيل الضرب هاروه
وهوب شالوه
و ف قلب البوكس رموه
و ام عياله تقوله
يا سبع البيت ياغزال

***

ضحكت عيشه مرات السقا
وقالت يوه
ظاطوا عيال الحارة و قالوا
المجرم اهوه
احمد افندى فوت عقله
ما بقاش له
صار يلطم على وشه يقول
حبسونى عيال
...

لا تصالحْ

رائعة الشاعر الكبير امل دنقل...

لا تصالحْ

.. ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك،

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى..:

ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،

هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..

وكأنكما

ما تزالان طفلين!

تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

صوتانِ صوتَكَ

أنك إن متَّ:

للبيت ربٌّ

وللطفل أبْ

هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟

أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟

إنها الحربُ !

قد تثقل القلبَ ..

لكن خلفك عار العرب

لا تصالحْ ..

ولا تتوخَّ الهرب !


(2)



لا تصالح على الدم .. حتى بدم !

لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ

أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟

أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!

أعيناه عينا أخيك ؟!

وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك

بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟

سيقولون :

جئناك كي تحقن الدم ..

جئناك . كن - يا أمير - الحكم

سيقولون :

ها نحن أبناء عم.

قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

إلى أن يجيب العدم

إنني كنت لك

فارسًا،

وأخًا،

وأبًا،

ومَلِك!


(3)


لا تصالح ..

ولو حرمتك الرقاد

صرخاتُ الندامة

وتذكَّر ..

(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)

أن بنتَ أخيك "اليمامة"

زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا -

بثياب الحداد

كنتُ، إن عدتُ:

تعدو على دَرَجِ القصر،

تمسك ساقيَّ عند نزولي..

فأرفعها - وهي ضاحكةٌ -

فوق ظهر الجواد

ها هي الآن .. صامتةٌ

حرمتها يدُ الغدر:

من كلمات أبيها،

ارتداءِ الثياب الجديدةِ

من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !

من أبٍ يتبسَّم في عرسها ..

وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..

وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،

لينالوا الهدايا..

ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)

ويشدُّوا العمامة ..

لا تصالح!

فما ذنب تلك اليمامة

لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ،

وهي تجلس فوق الرماد ؟!


(4)



لا تصالح

ولو توَّجوك بتاج الإمارة

كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟

وكيف تصير المليكَ ..

على أوجهِ البهجة المستعارة ؟

كيف تنظر في يد من صافحوك..

فلا تبصر الدم..

في كل كف ؟

إن سهمًا أتاني من الخلف..

سوف يجيئك من ألف خلف

فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة

لا تصالح ،

ولو توَّجوك بتاج الإمارة

إن عرشَك : سيفٌ

وسيفك : زيفٌ

إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف

واستطبت - الترف

(5)



لا تصالح

ولو قال من مال عند الصدامْ

" .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."

عندما يملأ الحق قلبك:

تندلع النار إن تتنفَّسْ

ولسانُ الخيانة يخرس

لا تصالح

ولو قيل ما قيل من كلمات السلام

كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟

كيف تنظر في عيني امرأة ..

أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟

كيف تصبح فارسها في الغرام ؟

كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام

- كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام

وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟

لا تصالح

ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام

وارْوِ قلبك بالدم..

واروِ التراب المقدَّس ..

واروِ أسلافَكَ الراقدين ..

إلى أن تردَّ عليك العظام !


(6)



لا تصالح

ولو ناشدتك القبيلة

باسم حزن "الجليلة"

أن تسوق الدهاءَ

وتُبدي - لمن قصدوك - القبول

سيقولون :

ها أنت تطلب ثأرًا يطول

فخذ - الآن - ما تستطيع :

قليلاً من الحق ..

في هذه السنوات القليلة

إنه ليس ثأرك وحدك،

لكنه ثأر جيلٍ فجيل

وغدًا..

سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،

يوقد النار شاملةً،

يطلب الثأرَ،

يستولد الحقَّ،

من أَضْلُع المستحيل

لا تصالح

ولو قيل إن التصالح حيلة

إنه الثأرُ

تبهتُ شعلته في الضلوع..

إذا ما توالت عليها الفصول..

ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)

فوق الجباهِ الذليلة !


(7)



لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم

ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..

كنت أغفر لو أنني متُّ..

ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ .

لم أكن غازيًا ،

لم أكن أتسلل قرب مضاربهم

أو أحوم وراء التخوم

لم أمد يدًا لثمار الكروم

أرض بستانِهم لم أطأ

لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !

كان يمشي معي..

ثم صافحني..

ثم سار قليلاً

ولكنه في الغصون اختبأ !

فجأةً:

ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..

واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !

وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ

فرأيتُ : ابن عمي الزنيم

واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم

لم يكن في يدي حربةٌ

أو سلاح قديم،

لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ


(8)



لا تصالحُ ..

إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:

النجوم.. لميقاتها

والطيور.. لأصواتها

والرمال.. لذراتها

والقتيل لطفلته الناظرة

كل شيء تحطم في لحظة عابرة:

الصبا - بهجة الأهل - صوتُ الحصان -
التعرف بالضيف - همهمة القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي -
الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي -
مراوغة القلب حين يرى طائر الموت
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة

كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة

والذي اغتالني: ليس ربًّا

ليقتلني بمشيئته

ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته

ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة



لا تصالحْ

فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..

(في شرف القلب)

لا تُنتقَصْ

والذي اغتالني مَحضُ لصْ

سرق الأرض من بين عينيَّ

والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !

(9)

لا تصالح

ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ

والرجال التي ملأتها الشروخ

هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد

وامتطاء العبيد

هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،

وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ

لا تصالح

فليس سوى أن تريد

أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد

وسواك .. المسوخ !

(10)

لا تصالحْ

لا تصالحْ