أمنياتٌ لم تحترق ........ فماتت غريقة

قررت أخيرا أن أدخل عالم المدونات

 وأبني لنفسي مساحتي الخاصة

 لا تعبيرا عن ذاتي

 وإنما محاولةً مني لاكتشافها

الجمعة، 9 أبريل 2010

قصيدة الخواجه لامبو مات رائعة من روائع الابنودي

الخواجه لامبو مات في اسبانيا




الضباب كان بات ليلتها ع القزاز

كانت القرية اللي مات فيها الخواجة لامبو

نايمة ع الجليد..

في الصباح

اتحركت جوه المطابخ الصحون والخدامات

وابتدا الدق ف محلات الحديد ..

والمكاكية ف حظاير الدواجن ..

لبست الاطفال في ايد الامهات في غير عناد ..

«النهار ده العيد يا كاسبر

لما سمعت ندهة الديك من بعيد ..

ضحكت البنت اللي واقفة تشد في حبال الجرس جوه الكنيسة..

طالع القسيس سعيد..

وبإيدو بينفض عبايتو م الجليد

كل اسبانيا بتصحى

عيد ... وعادي .. والجديد

الخواجة لامبو .. مات

كانت القرية الي دايسه عليها اسبانيا .. ضلام من غير عيون..

فلاحين فقرا .. بلا غيط .. او كانون ..

اسبانيين بس في شهادة الميلاد ..

يندغوا الاحزان مع كاس النبيت ..

انما ..

كان فيه كمان ناس اغنيا ..

ليهم بيوت ..ليها سقوف طايلة السما..

ممتلية باللي اسبانيا فراغ منو .. ولامبو

لامبو .. كان شاعر مغني

يمشى والجيتار عشيقتو

يلمسو ..

يملا ليل اسبانيا بفصوص الاماني والاغاني البرتقاني ...

عمو لامبو قضى عمرو في الحارات والخمارات ..

كان يغني للعيال المقروضين ..

كان يغني للارامل ..

والغلابا ...

والسكارى ..

السكارى اللي يعودوا من جحيم الحر .. في المنجم

السكارى اللي المحاجر حولتهم زيها

أزمة وحجارة ..

الجيتار يعشق زحام الاسطوات ..

والاغاني بتتولد في الغلبانين والغلبانات ..

عمو لامبو

قضي عمرو في الحارات والخمارات ..

كان يحب الشمس ..

والناس ..

والغيطان ..

والجيتار ..

وقطتو ..

أول الناس اللي تحفظ غنوتو ..

كان يغني بألف صوت ...

يا قمر .. يا رغيف بعيد ...

النهارده الحد .. عيد ..

الفقير ليه مش سعيد ..

والغناي ليه مبسوطين؟

يا قمر يابو عمر لسه

العباد ع الحانة كابسة..

عاوزه تنسي ..عاوزه تنسي ...

والغناي لو يسكروا

يبقى لجل يفكروا..

يسرقوا م المسروقين ؟؟...

وجيتارو .. كان عجوز زيو تمام..

انما .. لُه في الكلام ..

لامبو ما كان لوش سكن..

الحياة في قريتو مالهاش تمن..

قلب اسبانيا برونز..

قلب اسبانيا صفيح..

قلب اسبانيا عطن..

برد اسبانيا مراكب اترمت فيها القلوع..

واقفة في شطوط الزمن..

كل أطفال البلد كانت تحبو

كلهم كانوا في يوم كورس للامبو

فوق جبينو...

قريتو كانت بترمي ضل اسبانيا الغميق..

وشو كان وش البلد

تبتسم .. يضحكلها...

تزعل القرية ..اساه يصبغ خضار ورق الشجر

وكان له قطة يعزها

واما كان البرد مرة يغزها ..

لامبو يضحك لما يرفعها ف ايديه .. ويهزها ..

«ايه يا قطة ؟

يعني عيطنا أهه ..

انزلي ..

اجرى ..

حلاوتك ..يلا بينا ع العمل ..»

الخواجه لامبو ماشي ..

دخل الخماره .. حيوه السكارى ..

تاره بالضحكه .. وبالفزيتا تاره ..

غنى لامبو وبرد أسبانيا مزنهر مناخيرو

«ياغلابا ...

سيروا في الارض العريضة ....

والسعوا النسمة بطواحين الهوا ...

فيه في قلب الظلم حتة نجمة بيضا ..

العمل مش حاجة ضايعة في الهوا..

برد اسبانيا استوى ...»

لامبو كان نشوان وكل ما فيه مغني..

وجيتارو بين ايديه..

والعباد.. منتورة زي الفحم لاسمر حواليه

الشاويش دخل عليه..

(ايه يا اسبانيا يا بطن مافيهش عيش)

هس.. بس...

الضلام اللي في اسبانيا ظهر..

برم شنابات الشاويش

الشاويش صرخ في لامبو

لامبو خبى غنوتو اياها في عبو..

بس ما رضيش يجي جنبو

والفانوس اللي في سقف الحانة متعلق رعَش

الشاويش صرخ بقلبو

قلبو شايل كل دوسيهات الحكومة

لامبو ممنوع من اغاني الفقرا

غنى غير ده..

الحكومة مش حمارة

لامبو بص علي السكاري.

البرودة اللي في إيديهم جمدت كاس النبيت

لامبو دمَّع

الحياة .. عايزة جسارة..

والخلايق عاوزة ابطالها يكون فيها جدارة..

عايزه ابطالها في عز البرد مشحونة حرارة

الجيتارة.. واخده ع اللحن النضيف

الجيتارة..

برضو بتنام ع الرصيف

برضو بتموت زيي علشان الرغيف

بس ليل اسبانيا في الزنزانة له شكلو المخيف..

والبلاط.. والسقعة.. والعود النحيف..

لا ما غنيش للفقير .. والسجن لا..

لا أغني..

لأ ما غنيش..

بس انا راجل شريف

(ايه يا اسبانيا يا سجن في كأس نبيت...)

آه.. وآه...

لامبو من يومها وقولة آه .. غناه

قريتو لمتها آه..

آه.. وآه.. والناس ترد الآهة آه..

الكفاح الحي اصبح آه..

و آه ع الكفاح لو يتقلب علي شكل آه..

والنهارد ده لامبو مات..

قتلو ليل اسبانيا في الليل ع الرصيف

قلبو كان لابس خفيف

قتلتو الآه..

قتلتو في الحانة شنبات الشاويش..

قتلتو الناس اللي غرقانة بهمومها في النبيت..

قتلتو الدوسيهات في دواليب الحكومة..

قتلو الطفل اللي مش لاقي الفطار

طلعت الناس النهار ده للكنيسة

لقوه جنب الجدار..

قطتو جنب الجيتار..

قاعدة مش شايفة النهار..

في انتظار الليل... واسبانيا.. وشنابات الشاويش

(لامبو مات..)

لامبو؟؟ يا عيني.. وتبكي الطفلتين

يمسحوا دموعهم في ايد الامهات

في المناديل الجديدة

(آخرة الرحلة تموت يا لامبو على طرف الرصيف.

وانت لو جالك فقير..

كنت تشوي قلبك الطيب تحطولو في رغيف؟؟!)

قطتو توطي

عشان دمعتها ما تعملش ع الاسفلت صوت..

لامبو مات

توصل الناس في الشوارع..

يا سلام .. ده أنا سايبو وهو راجع

يدمعوا..

يرسموا فوق الصدور علامات صليب

والجرس يتلوى في حبال الكنيسة

كان حزين .. حزين .. حزين

قتلو الحزن

يفرشو فوقو الجرايد

يركعوا الاطفال يرصو حوالين جسمو الورود

والدموع .. غيمة على عيون الوجود

«يا حبيبي يا عمو لامبو..»

روحي يا ماما الكنيسة وسيبيني قاعدة جنبو

يا حبيبي يا عم لامبو

امها تبكي وتاخذها من ايديها

مات شهيد

مات شهيد الليل في اسبانيا السجينة

مات .. وكان عاوز يعيش

غيرشي بس الظلم برَّم لو شنابات الشاويش

الوداع يا عمو لامبو

"الوداع يا عمو لامبو "

الوداع يا قطتو المرمية جنبو

"الوداع يا قطتو المرمية جنبو "

الوداع

عربية الاغراب شالوه زي الهوا

الوداع .. دق الجرس فوق الكنيسة

غنت الناس غنوتو

الضباب عمال يضيع

لجل يدي فرصة للشمس اللي حتزور الربيع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق