أمنياتٌ لم تحترق ........ فماتت غريقة

قررت أخيرا أن أدخل عالم المدونات

 وأبني لنفسي مساحتي الخاصة

 لا تعبيرا عن ذاتي

 وإنما محاولةً مني لاكتشافها

الجمعة، 2 أبريل 2010

أعيرونا مدافعكم ( د/ عبد الغني التميمي )

التعريف بالشاعر:

ولد بقرية من قرى رام الله ودرس دراسته الابتدائية في قريته ، ثم المتوسطة بقرية عبود . درس دراسته الثانوية في مدرسة رام الله الثانوية ثم بكلية الحسين الثانوية بعمّان .

سافر إلى باكستان ليدرس بكلية التجارة بجامعة بشاور ، وحصل على دورة الحديث من الجامعة الحقانية بباكستان ثم انتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وأكمل دراسة البكالوريوس فيها . ثم انتقل إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة وأكمل فيها الماجستير والدكتوراة بتخصص الحديث وعلومه .

عمل بعد ذلك في جامعة أم القرى لمدة سنة ثم انتقل إلى جامعة القدس ، ودرّس بها سنتين حتى أخرجه اليهود منها عام 1985 م .




أَعِيرُونَا مَدَافِعَكُمْ
لِيَوْمٍ
لا مَدَامِعَكُمْ
أَعِيُرونَا وَظَلُّوا في مَوَاقِعِكُمْ
بَني الإِسْلاَمِ مَا زَالَتْ مَوَاجِعُنَا مَوَاجِعُكُمْ
مَصَارِعُنَا مَصَارِعُكُمْ
إِذَا مَا أَغْرَقَ الطُّوفَانُ شَارِعَنَا
سَيَغْرَقُ مِنْهُ شَارِعُكُمْ
يَشُقُّ صُرَاخُنَا الآَفَاقَ مِنْ وَجَعٍ
فَأَيْنَ تُرَىْ مَسَامِعُكُمْ ?




أَلَسْنَا إِخْوَة ًفي الدِّينِ
قَدْ كُنَّا
وَمَا زِلْنَا
فَهَلْ هُنْتُمْ وَهَلْ هُنَّا ؟
أَيُعْجِبُكُمْ إِذَا ضِعْنَا ؟
أَيُسْعِدُكُمْ إِذَا جُعْنَا ؟
وَمَا مَعْنىَ بِأَنَّ ( قُلُوبَكُمْ مَعَنَا ) ؟
لَنَا نَسَبٌ بِكُمْ
وَالله ُفَوقَ حُدُودِ الأَرْضِ يَرْفَعُنَا
وَإِنَّ لَنا بِكُم رَحِمًا
أَنَقْطَعُهَا ؟
وَتَقْطَعُنَا ?
مَعَاذَ اللهِ !!
إِنَّ خَلائِقَ الإسْلاَمِ تمنَعُكُمْ وَتمنَعُنَا
أَلَسْنَا يَا بَني الإِسْلاَمِ إِخْوَتُكُمْ ؟!
أَلَيْسَ مَظَلَّةُ التَّوحِيْدِ تجمَعُنَا ؟!









أَعِيُرونَا مَدَافِعَكُمْ
رَأَيْنَا الدَّمْعَ لا يَشْفِي لَنَا صَدْرًا
وَلا يُبْرِي لَنَا جَرْحًا
أَعِيرُونَا رَصَاصًا يخْرِقُ الأَجَسَادَ
لا نحَتَاجُ لاَ أُرْزًا وَلاَ قَمْحًا
تَعِيْشُ خِيَامُنَا الأَيَّامَ
لاَ تَقْتَاتُ إِلاَّ الخُبْزَ وَالمِلْحَ
فَلَيْسَ الجُوعُ يُرْهِبُنَا
أَلاَ مَرْحَى لَهُ
مَرْحَى
بِكَفٍّ مِنْ عَتِيْقِ التَّمْرِ نَدْفَعُهُ
وَنَكْبَحُ شَرَّهُ كَبْحًا
أَعِيرونَا
وَكُفُّوا عَن بَغِيضِ النُّصحِ بالتَّسْلَيِمِ
نمَقُتُ ذَلِكَ النُّصْحَ
أَعِيرونَا وَلَو شِبرًا نَمُرُّ عَلَيهِ لِلأَقْصَى
أَتَنْتَظِرُونَ أَنْ يُمْحَى وُجُودُ المسْجِدِ الأَقْصَى
وَأَنْ نُمْحَى ?
أَعيرونَا وَخَلُّوا الشَجْبَ وَاسْتَحْيُوا
سَئِمْنَا الشَّجْبَ وَالرَّدْحَ








أَخِي في اللهِ أَخْبرْني مَتى تَغْضَبْ ؟
إِذَا انْتُهِكَتْ محَارِمُنا ؟
قَدْ انتُهِكَتْ !!
إِذَا نُسِفَتْ مَعَالمنَا ؟
لَقَدْ نُسِفَتْ
إِذَا قُتِلَت شَهَامَتُنَا ؟
لَقَد قُتِلَتْ
إِذَا دِيْسَتْ كَرَامَتُنَا ؟
لَقَدْ دِيْسَتْ
إِذَا هُدِمَتْ مَسَاجِدُنَا ؟
لَقَد هُدِمَتْ
وَظَلَّتْ قُدْسُنا تغضبْ
وَلم تَغْضَبْ !!
إِذَا للهِ
لِلْحُرُمَاتِ
لِلإسْلامِ لمَ تَغْضَبْ
فَأَخْبِرْني مَتى تَغْضَب ؟!!








رَأَيْتَ بَرَاءَةَ الأَطْفَالِ في الشَّاشَاتِ
كَيْفَ يَهُزُّهَا الغَضَبُ !!
وَرَبَّاتُ الخُدُورِ رَأَيْتَهَا بِالدَّمِّ تَخْتَضِبُ
رَأَيْتَ سَوَارِيَ الأَقْصَى كَمَا الأَطْفَالِ تَنْتَحِبُ
وَتُهْتَكُ حَوْلَكَ الأَعْرَاضُ في صَلَفٍ
وَتجلِسُ أَنتَ تَرتَقِبُ
أَلَمْ تَنظُر إلى الأَطفَالِ في الأقصَى
عَمَالِقَةً قَدْ انْتَصَبُوا
أَتَنْهَضُ طِفْلَةُ العَامَيْنِ غَاضِبَةً
وَصُنَّاعُ القَرَارِ اليَومَ لا نهضُوا
ولا غَضِبُوا








أَلم يَهْزُزْكَ مَنْظَرُ طِفْلَةٍ مَلأَتْ
مَوَاضِعَ جِسْمِهَا الحُفَرُ
وَلا أَبكاكَ ذَاك الطِّفلُ في هَلَعٍ
بِظَهْرِ أبيهِ يَسْتَتِرُ
فَمَا رَحموا استِغَاثَتَهُ
وَلا اكْتَرَثُوا
ولا شَعَرُوا
فَخَرَّ لِوَجْهِهِ مَيْتًا
وَخَرَ أَبُوهُ يحتَضِرُ
رَأَيتَ هُنَاكَ في جِنِينَ أَهَوالاً
رَأَيْتَ الدَّمَّ شَلاَّلاً
رَأَيْتَ القَهْرَ أَلْوَانًا وَأَشْكَالاً
وَلَم تغضَبْ ؟
فَصَارِحْني بِلاَ خَجَلٍ
ِلأَيَّةِ أُمَّةٍ تُنْسَبْ ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق