أمنياتٌ لم تحترق ........ فماتت غريقة

قررت أخيرا أن أدخل عالم المدونات

 وأبني لنفسي مساحتي الخاصة

 لا تعبيرا عن ذاتي

 وإنما محاولةً مني لاكتشافها

الأربعاء، 17 مارس 2010

وتكسّرت مني الرموز



وتكسّرت مني الرموز



كلُ شيءٍ فيه أؤمنُ

صار كُفراً لا يجوزْ



كلُ حلمٍ في خيالي

أضحى رُعباً كالكابوسْ



كلُ لحنٍ في ضميري

أخرستهُ يَدٌ النٌشوزْ



أهرقوا دمَ رموزي

وزعوها في كؤوسْ



مُعلِّمي جَدِّي وعمّي

شيخّيَ الكهلُ العجوزْ



حطّموا مِجدافَ سُفني

أسقطوا مني الرموزْ

***

عمّي الرجلُ المثقفْ

كنتُ في الصبحِ أراهْ



يشتري تلك الجريدة

وتعانقُ أخرى يسراهْ



كنتُ أحلمُ حين أصبو

أن أسيرَ على خُطاهْ



كان رمزاً لي عظيماً

لم أكُنْ أُبصر سواهْ



ثم مات مني رمزي

حين صدمتني الحياةْ



اشتريتُ أنا الجريدةَ

كي أسيرَ على هداهْ



لا ثقافة لا سياسة

لا حديث عن الإلهْ



كل ماتحوي الجريدةَ

بعض صورٍ للعراةْ!

***

شيخيَ البَرُّ العطوفُ

كان رمزاً للنقاءْ



ملتزم سنة وفرضاً

صابراً عند القضاءْ



صائماً عبداً مطيعاً

زاهداً جمَّ الحياءْ



كنتُ حين أريدُ وصفه

يستحي مني الثناءْ



كان رمزاً لي عظيماً

ثم آل إلى الفناءْ



حين نودي للصلاةِ

لم يُسارعْ للنداءْ



واجتمعنا عنه نسألُ

علّه يألم بداءْ



ثم جاءَ لنا جوابٌ

استحى منه الحياءْ



شيخي مسلمُ بالنهارِ

غيرُ ذلك بالمساءْ!



يعبدُ اللهَ جِهاراً

ثم يعصي في الخفاءْ



اعتزل شرب الخمور

كي يرافق النساءْ

***

ثم ظهرَ بعد هذا

ظلُ آتٍ من بعيدْ



معلمٌ عذبٌ رصينٌ

هادئٌ عاقلْ عنيدْ



كان يبدو لي مثالاً

كان يبدو كما أُريدْ



كنت أُبصرُ فيه دوماً

رمزي للخلقِ الحميدْ

ثم فجأة سقطَ مني

ذلك الرمزُ الجديدْ



حين ظهرت لي الحقيقةُ

ظهر شيطانٌ مريدْ



لا يبالي بأي دينٍ

لم يُعلِّم أو يٌفيدْ



همّهُ المالَ وحسبْ

يبتغي مِنهُ المذيدْ

***

صاحبي وصديقُ عُمري

لم أكُنْ أخفيه سِرّي



كنتُ أحسبهُ وفياً

كدتُ أفديه بعمري



ثم لم تَدُمْ الصداقةُ

بعدما راجعتُ أمري



خانني خِلّي وليس

في الخيانة أي عُذرِ



قتلني والموتُ أصدقُ

من بكاءٍ فوق قبري



ليتني أبصرتُ مكره

قبل أن أعطيه ظهري



كان رمزاً للشهامةِ

ثم تمثالاً لغدرِ

***

ثم تعبثُ في تاريخي

زهرةٌ من نارِ شوقي



كنتُ أغرسها بصدقي

كنتُ أرويها بعشقي



ثم نضَجَتْ في ربيعي

كي تكونَ خريفَ حرقي

كي تكونَ بلادَ يأسي

كي تكونَ بحارَ غرقي



كنتُ أهديها السماءَ

ثم تركتني بنَفَقي



لم أناشد منها رحمة

لم أطالب منها حقي



ليس من أحد سواي

سوف يجزيني لحمقي



***



كنتُ لم أيأسْ لتوّي

لا شقاءَ ولا اكتئابْ



ينغلق في وجهي بابٌ

ينفتح لي ألفُ بابْ



كلُ رمزٍ كان يسقطُ

يندفنْ تحت الترابْ



ثم مرَّ العمرُ جرياً

زالَ صبري والشبابْ



كنتُ أمضي دهري عبثاً

في اقتفاءٍ للسرابْ



كنت أؤمن أن شيئاً

صار حتما في اقترابْ



لكنني ولسوء حظي

لم يحالفني الصوابْ

....

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق