قالت ... وقلت
قَالتْ ... وقُلتْ
فما دريتُ متى بدأتُ كلامي أو انتهيتْ
ولرُبما ماتتْ حُروفي على لِساني فما نَطقْتْ
أوكان صَوتي ميتّاً بين الضلوعِ وما شَعرْتْ
فما عَلِمتُ هل أخطَأَتْ حُروفي أمْ أصَبتْ
ولا رأيتُ لما نطقتُ بقية ً ولا سمِعتْ
***
قالت:
أُحِبُكَ أنتَ
منذ آلافِ السنينِ
قبل ولادتي
يومَ وُلِدَ حنيني
حُبّاً لم تصغُهُ روايةٌ
في العالمينِ
أحبكَ حباً دامياً
أذلّني وأحنى جَبيني
أمامَ جيوشِ العشقِ الزاحفة
فتحتُ عريني
أُحبكَ أنتَ ولا أحدَ
سِواكَ يُرضيني
أحببتُكَ اليومَ وأمسِ
وفي كلِ حينِ
سأحفظُ وعدي دائماً
ليومِ الدينِ
قلتُ لها:
سوف تنسيني
***
قالت:
يا كوْني و أفلاكي
وعُمري الضاحك الباكي
كيفَ وربّي أنساكَ
وفيهِ موتي وهلاكي؟!
أظنُ كلامَكَ المازح
حديثاً يبغي إضحاكي
كفاكَ حديثكَ الأفّاك
وقُل لي "إنّي أهواكي"
و"إنّي كتبتُ أشعاري
من وحيِ محيّاكي"
و"إنّي ميتٌ دونكِ
وأحيا حين ألقاكي"
فقلت
وسوف أنساكي
***
قالت :
لا زلتَ لم تصدقُني
كلامُكَ عني يظلمُني
أحبكَ يا رفيقَ الدربِ
وتفكيري يمزقُني
ومنذُ بدأنا قصتَنا
وحتى نهايةِ الزمنِ
ما أحنثتُ مِن وعدي
وما أخلفتُ مِن ظنَي
وكنتُ وفيةً دوماً
وأُخفي دمعي في عَيْني
لماذا لا تثقْ أنتَ
وتملأ كوْني بالأمنِ
فعِدني الآن أن تبدأ
تَرُدُ السِنَّ بالسِّنِ
وبادلني مِن الأشواقِ
لن أخذلكَ صدّقني
****
وبعدَ عامٍ مِن الوعدْ
إلى نفسِ المكانِ ذهبتْ
وتحت ذاك الفرع جلستْ
وتَذكَّرتْ
مرِ الوقتْ
ومات العهدْ
كَذبتي أنتي
وأنا كَذبتْ
رحلتي أنتي
وأنا ظَللتْ
أنتي نَسَيتي
أنا ما نَسَيتْ!
الأربعاء، 17 مارس 2010
قَالتْ ... وقُلتْ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق