برقيةُ مِن فلسطينْ
سَجِّـلْ أيها التاريــخُ أنّ في هذا الزمـنْ --- ضاعت القُـدسُ
الحبيبة تحتَ أنقاضِ الفِتـنْ
وانْقُشْ في جبالِ الصخرِ في الجزائرِ في عَدَنْ --- فوقَ دمعاتِ
الرجالِ في العراقِ وفي اليَمَنْ
اكتُبْ في ربوعِ الأرضِ ؛في البحارِ على السُفُنْ --- عندُ سَفْحِ
الأهراماتِ،في الحواري وفي المُدُنْ
في الرياض وفي الصُومال؛ في عُمان وفي قطرْ--- بين تونس والسودان ؛بين
أرجاءِ الوطنْ
اكتُـبْ بالدمـوعِ اليـومَ فالدمـاءُ قـدْ انتهـــتْ--- أهـلُ غزةِ
في القُبـــورِ يَشتَكـون إلى الكفـنْ
أين كان المسلمون في احتضاري والألمْْ ؟ --- أين كانوا وقتَ عُسري
حينَ أبلتني المِحنْ؟
هلْ تُراهُمْ عَنْ صُراخـي قَدْ أصابهـم الصممْ؟! ---أمْ تُراهُـمْ
مُعذَريـنَ ليسَ في الرأسِ أُذُنْ؟!
أمْ تُراهُـمْ في المضاجـعِ في سُباتٍ مُصطنـعْ --- حينَ عنّـي
يُسْألونَ يَشتَكـونَ مِن الوَهَـنْ
أيً وَهَـنٍ يشتكـون؟! أيُ ضَعـفٍ في المؤنْ؟! --- إنما وهَنَـت
قلـوبٌ؛ ما لوهـنٍ في البَدَنْ
في المنـازلِ يجلسون يرقبون في وَجــلْ--- فوقَ شاشاتِ الخرابِ
أرضُ غزة تُمْتَهنْ
ماذا كـان الـردُ إلا بعضَ دمـعٍ يُختَــزَنْ--- هلْ سيُجدينـا
بُكاءٌ أو دُمـوعٌ مِن شَجَنْ؟!
هلْ يُعيدُ الموتى مِنا بعضُ دمعٍ مُمتَهَنْ ؟!--- هلْ يُزيلُ
العارَ عنا بعضُ حُزنٍ مُختَزَنْ؟!
هلْ ظَننتُـم بالبُكـاءِ والإدانـةِ والنـدمْ--- قـدْ بَرِئتُـمْ
مِن دِمانا في مُحاكَمـةِ الزّمنْ؟!
لا ورَبّـي مُذنِبـونَ ؛ مُذْنِبـون إلى الأبـدْ--- تحمِلـون في
الرقاب ذنب أمة تُمتَحَــنْ
تحمِلونَ -كما اليهودِ- ذنبَ طِفلٍ قدْ قُتِلْ --- ذنبَ شيخٍ أو
عجوزٍ رحلَ غدراً أو سُجِنْ
كل صرخـة أم ثكلى ،كل دمعـة تنهمـرْ --- كل رَوْحٍ قدْ تسامتْ
كل قلـبٍ قدْ سَكْنْ
كُلُ قَطـرة مِنْ دِمانا في الشوارعِ والمـٌدٌنْ ---أنتمُ
المَسْئولُ عِنها؛ مَنْ سيدفعُ الثَمَـنْ
سَجِّـلْ أيُها التاريخُ بينَ صَفَحاتِ الفَشَـلْ ---لم يَعُدْ
في قومي رَجُلاً قَدْ يَفُكُ عُرَى الوَهَنْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق