أُحبكِ بكلِ ألونِ الطيف
إلى مَن شَغَلتْ قلبي بحُبها
إلى مَنْ أعادت إلى جثتي رَوْحَها
إلى مَنْ أعادت لكلماتي صوتها
وبدأَ زماني بَينَ عَينيَها وانتهى
أُحبكِ
بكلِ ألوانِ الطيفْ
أُحِبكِ في الشتاءْ
في الربيعِ و الصيفْ
أُحبكِ في أنواءِ الخريفْ
حين يتملّكُ الزهرَ الضعفْ
أُحبكِ حينَ يفيضُ النهرُ
وحين يجفُ ويصبح النصفْ
أُحبكِ في لحظاتِ أمني
وحينَ يتملّكُني الخوفْ
أُحبكِ بكلِ ألوانِ الطيف
****
أُحبكِ بالبَنَفسَجيْ
حينَ أسمعُ صوتُكِ الشادي الشجيْ
حينَ ترأُفين بحالي - ولو للحظة -
وتهبطين ّ مِن بُرجِكِ العاجيْ
وتسمحين - أميرتي – لهذا الصبيْ
أن يقتربَ مِنْ قصرِكِ البهيْ
ويحاولَ أن يصفَ مشاعرهْ
ليكتشفَ كم ْهو غبيْ!
فكيفَ بالكلامِ تُوصفَ مِثلُكِ
ولم يَراكِ مُخترع الأبجديْ؟!!
****
أُحبكِ باللونِ النيليْ
حيثُ تكونين أمامي
لوحةً من جمالِ أزَليْ
تبكي أمامها النساءُ
مِنَ الإحساسِ بالفشلِ
ومعذوراتِ إن هُنَّ
أَسلنَ الدمعَ بالمُقَلِ
فإنّ الفرقَ بينّكُما
كمثلِ الخَلِ والعسلِ
تُحاولُ ريشتي عبثاً
نَقلَ اللوحة في غزلي
فتفشلُ ريشتي فشلاَ
يُصيبُ الفشلَ بالفشلِ
****
أُحبكِ باللونِ الأزرقْ
لونُيِ المُفضّلْ
لأني في عَينَيكي أغرقْ
وفي النجاةِ أفشلْ
وأعشقُ فشلي حين يُـغلَقْ
جَفنُ عَينكي المدللْ
فأجِدٌني للغرقِ أعشقْ
فليسَ مِنْ عَينيَكي أفضلْ!
يعلو جَفنُكِ ثم أقلقْ
تجذبني عَينيَكي لأسفلْ
فأعودُ من جديدِ لأغرقْ
ما أقسى عَينيَكي وأجملْ!
****
أُحبكِ باللونِ الأخضرْ
وأحتملُ قَسوَتَكِ
وأصبِرْ
تـمُرُ عليّ أيامي
أُفكرُ فيكي وأفُكرْ
فرُغمَ صَمتِكِ الدائمْ
قلبي دائماً يشعًرْ
بقلبِكِ ألفُ بُركانٍ
مِنْ الإحساسِ يتفجّرْ
وتِلكَ الفرحةُ الموؤدةْ
في الأكفانِ والأقبُرْ
سأُبدِلُكي أنا عنها
مِنْ الأفراحِ ما أقدرْ
وهذا الحزنُ في عينِكْ
سأُخفيهِ فلن يظهرْ
فقط طمأني قلبكْ
لأن يُخبرَني ما يًضمِرْ
وأن يُعطيني مِن ثقتِهْ
قُطيراتٍ ولا أكثر
****
أُحِبكِ باللونِ الأصفرْ
لأنكِ أنقى مِن كُلِ مَنْ عَرفتْ
وأطهرْ
لأني حينَ أكتُبُ عنكِ لا يكفيني
ألفُ دفترْ
لأني أمامَ عَينيَكي طفلاً رضيعاً
وأصغرْ
لأني أشهقُ مِنْ هواكي
ومِنْ هواكي أزفرْ
لأني تعلمتٌ في عٌيونكِ كيفَ أكرهْ
وأغفِرْ
لأنكِ تمثالاً مِنْ الرقةْ
إن لمستُهُ يتكسرْ
لأنكِ كُل يومٍ تُعلميني
كيفَ أعشقُ أكثرْ!
****
أُحبكِ باللونِ البرتقاليْ
لأني تحتَ أقدامِكِْ
أحرقتُ كلَ آمالي
وصارت كُلُ آمالي
في الحقيقة وفي خيالي
أن تكوني لي زوجةْ
وتكوني أما لعيالي
لم يعد يعنيني همي
لم يعد يعنيني حالي
لم يعد يعنيني غيرُكِ
أنتي أهلي أنتي مالي
كل ما أدعوه حقاً
للإله في سؤالي
أن تكوني من نصيبي
يا أميرة الجمالِ
****
وأُحبكِ باللونِ الأحمرْ
لأنكِ وردُ العشقِ الذي بقلبي أزهَرْ
بعدما ظننتُ كثيراً أنه مات وتحجّرْ
لأنكِ غيرُ كلِ النساءِ
غيرُ كلِ مَنْ أُبصِرْ
شفافةٌ أنتي كالمطرْ
وغيمةٌ تأبى أن تمطرْ
رقيقةٌ كورقِ الشجرْ
وشجرةٌ غضةْ لم تثمرْ
مشرقةٌ كضوءِ القمرْ
وليلٌ ينأى أن يٌقمِرْ
عذبةٌ كماءِ النهرْ
ونهرٌ يأبى أن يَغمُرْ
بقلبِكِ ألفُ بركانٍ
مِن الأحزانٍ يتفجّرْ
ويأبى الوجهُ أن يرسُمْ
شُعوراً واحداً يَظهَرْ!
****
أُحِبكِ - حبيبتي - بكلِ الألوانْ
أُحبكِ بالأبيض والأسود
أُحبكِ بالبني الفتّانْ
أُحبكِ كما لم أفعلْ مِنْ قَبلْ
تِجاه أي إنسانْ
أُحبكِ حتى آخرَ عًمري
حتى يتوقفَ الزمانْ
أُحبكِ قدرَ ما قالتْ كلماتي
وقدر ما عجزَ اللسانْ
أُحبكِ ولا أطلبُ منكي
إلّا أن تُعطيني الأمانْ
فهلّا سلمتِني قلبَكِ وأعطيتني الأمانْ؟
الأربعاء، 17 مارس 2010
أُحبكِ بكلِ ألونِ الطيف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق